5

4 0 0
                                    

ما ان اغلق الهاتف بعصبية بعد أن استفزه حديث تلك الشمطاء التي فكر في يوم من الأيام أنه يحبها أو أنها تستحق أن تسكن قلبه وبيته بل أنه وصل إلي نية الارتباط بها ولكن سبق السيف العزل و ظهرت حقيقتها القذرة التي عرفها في يوم من الايام صدفة فكرهها كره تلك اللحظة التي عرفها فيها ونزع فكرة الارتباط والحب من دماغه كليا .....

ولكن لما ظهرت الان ولما عادت وماذا تريد منه بعد كل تلك الفترة التي غابت فيها ولم يعرف عنها اي شي ولم يريد أن يعرف من الأصل.....

القي كل الأمر من تفكيره واتجه الي اخر الرواق ليجد الكافتيريا المصغرة الخاصة بهذا الطريق و وج العامل الذي انتفض ما ان رآه

دهم": عايز قهوة سادة مركزة بسرعة يا مغاوري...

"مغاوري":حاضر يا "أدهم" باشا عنيا ثواني وتكون عند حضرتك....

ما هي لحظات الا وصنع القهوة والتي لم يتحرك حتي ليجلس في الغرفة المجاورة والتي هي عبارة عن استراحة للجلوس بها والتي يتناولون بها أي شي يطلبونه ولكنه كان مشغول البال ليذهب الي أي مكان ...

عدة لحظات وناوله قهوته والتي اخذها و وقف بجانب النافذة ليشربها وخرج من شروده علي أحدهم يناديه ليلتفت خلفه ويجد أحد زملائه

"أحمد":مالك يا عم"أدهم" اللي واخد عقله يتهني به ...

ابتسم ونحي كل أفكاره علي مزاح صديقه والذي يمتلك شخصية مرحة وطيب السريرة وهو من القلائل الذين يعرفونه بصدق ويعتبره هو صديقه

"أدهم": لا واخد عقلي ولا حاجة انما انت اللي بتعمل ايه هنا دلوقتي انت يابني مش كنت في مهمة برضو ولا ايه....

"أحمد": لا مانا خلصت وجيت والقائد طالبني واديني مستنيه علشان اشوف خير المرادي...

ضحك عليه وهو يراه يكاد يبكي من المقابلة ومن العمل ولكن في الحقيقة يعشق عمله كما يعشقه ولكن مرحه يغلب عليه في حديثه ولكن وقت الجد لا يمزح بل ينفذ كل مهامه ....

"أدهم": لا متقلقش ان شاء الله خير وبعدين يابني انت مش نازل اجازة ولا قاعدلي هنا....

"أحمد":لا ياخويا مش راضيين بدوني اجازة الفترة دي واديني مستني حتي مش عارف انزل اشوف اهلي ولا حتي خطيبتي يا جدع.لما انا حاسس انها هتطفش مني...

ضحك عليه بشدة فهو يعرف أنه يعشق خطيبته وهو يحبها ولكن ظروف عمله تمنعه من النزول كثيرا ولكن الأهم انها تقدر ذلك ومتمسكه ب "أحمد"  وهو يقدره ويحترمه....

وجلسوا سويا يتحدثوا ليسمع "أدهم" هاتفه يرن لاستمرار ف تناوله و في نفس اللحظة وقف "أحمد" ليري ما ما عليه من أعمال لينههيا.

"أدهم": الو .....
..........: الو يا "أدهم" عامل ايه يابني طمني عليك...
"أدهم":ايوا ياست الكل طمنيني والعيال اللي عندك حلوين ولا مزهقينك زي العادة ...قولي بس..

اخذت تضحك ليسمع وبعض الضوضاء من اخوته والذي يرفضوا أن يناديهم بتلك الصيغة ولكنه لا يتخلي عنها ابدا ...وفجأة سمع اخته الصغري تقول

"بسيمة": برضو عيال يا أبيه هو احنا مبنكبرش ابدا يعني ولا انت بس اللي كبير واحنا عيال...انا معترضة ومش موافقة ومحتجة كمان علي الكلام ده..

"أدهم": حيلك حيلك كل ده علشان عيال...طب انتوا عيال وستين عيال كمان ياستي وخلي اعتراضتك تنفعك لما اسحب الهدية اللي كنت ناوي عليها ...

ما ان قال ذلك حتي سمع ضحكة أمه مرة أخري ليبتسم فهو لا يتمني من هذه الدنيا الا سعادة امه واخواته وهو ما يعمل عليه بجانب حبه لعمله...

"بسيمة": لا لا الطيب احسن يا أبيه انا عيلة عادي بس هات انت الهدية
انت يعني هتاخد بكلام عيال برضو....دانت الكبير العاقل بقا.

"أدهم": دلوقتي بقيتي عيلة ها... استغلالية قوي انتي بس انا هعديها بشرط...

"بسيمة": انت تامر قولي بس وانا انفذ يا حضرت الباش نقيب ...

"أدهم": هسال ماما عن سلوكك وتصرفاتك وياتري بتسمعي كلامها ولا مجنناها كالعادة ولو عملتي اي حاجة تضايقها يبقي قولي باي باي الهدية ومتزعليش

"بسيمة": انا دانا نسمة يا أبيه وانت ادري الناس بي ولا يهمك تقدر تسال سيادة اللواء عني وعن تنفيذي لاي مهمة دانا نحلة يعني ....

"أدهم": ياسلام عليكي ياست نحلة يلا اديني ماما

وفي الجهة الاخري من الهاتف كانت والدته تسحب الهاتف منها لتحدثه هي وهي مبتسمة من اصغر أبنائها والتي تعتبر منطلقة الروح وجميلة الخلق وكل من يعرفها يحبها فهي تدخل القلب دون استئذان...

"ابتهال": المهم طمني عليك انت ياحبيبي وسيبك من اختك العفريت دي ... عامل ايه ..وصحتك حلوة ولا برضو بتهمل وقهوة الصبح من غير اكل...

ضحك كثيرا ف والدته تعرفه حق المعرفة فهو لا يفطر في الصباح ومن ضحكته تلك عرفت أنه لم ياكل بعد...

"ابتهال": كده يا "أدهم" مفطرتش صح مانا عارفه بس يابني خلي بالك من صحتك اكتر من كده علشان شغلك محتاج منك تبقي احسن حالاتك وربنا يباركلي فيك وميحرمناش منك ابدا....

"أدهم": حاضر يا امي متقلقيش انتي وخلي بالك من صحتك ومن الولاد وانا أن شاء الله هنزل اول ما اقدر.....

"ابتهال":حاضر يابني في امان الله مع السلامة....

اغلق الهاتف وهو يشكر والدته في سره انها اخرجته من دوامة الأفكار التي كان فيها وما هي لحظات حتي سمع مجند يناديه ليسير خلفه حتي وصل لغرفة القائد ليدق الباب ومع هي إلا ثوان حتي سمع الأذن بالدخول....

ليجدها مازالت جالسة ويبدو أنها متبرمة ومتضايقة من شي ما ولم يطل استغرابه حتي سمع "اللواء عزت" يحادثه...

"عزت": انا فهمتها كل حاجة ودلوقتي تقدر توصلها للبيت و تشوفوا هتتواصلوا ازاي علشان تكون علي علم بالمستجدات و وقت السفر...

"أدهم": حاضر يافندم...حضرتك تؤمر باي حاجة تاني ...

"عزت": لا تقدروا تتفضلوا انتوا...

درع وطنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن