ابعدت الكوب عن شفتاي لأراقص القهوة داخل فمي الخالي من الاسنان.
اتلذذ بها في كل يوم مستعدة ليكون اخر يوم من حياتي..التقطت الشوكة من جديد لأضع قطعة صغيرة من البيض في فمي.
اخذت المنديل ومسحت طرفي فمي معلنة انتهاء فطوري البسيط.مددت يدي لألتقط عكازتي البيضاء والمزينة ببعض اللون الذهبي بفخامة.
نهضت بمساعدتها لأسير نحو الاريكة في الغرفة الاخرى.
اخذت اسير ببطئ منحنية الظهر ومرتجفة الاطراف والعين بالكاد تلتقط الاشياء وقمة رأسي مزينة بشعر أشيب حريري ووجهي مزخرف بالتجاعيد..عنقي مغلف بأنواع الجواهر ويدي الاخرى ايضاً، وارتدي الكعب القصير..بلطبع لن يصل لطول كعب شبابي.
لأذكركم بأيام الشباب وماهي ايام ذالك الزمن ذو لون حمار الوحشي.
كنت اجمل الشابات وواثقة اني مازلت.بطني تكاد تكون مع ظهري لرشاقتها وعيناي الساحرة كما وصفها زوجي الحبيب ايام خطوبتنا بأنها السماء وبأنها السماء عندما تتوسطها الشمس وهذا عندما ينظر الي.
هذا غزل شبابنا..
كنت ارتدي ارقى الفساتين الغالية وسيارة مكشوفة لتطير اوشحتنا وشعري الذهبي .لم اشتق لتلك الايام فمازلت اعيشها..مازلت بجمالي وبروحي.
الا انني كنت مازلت صغيرة على هذا العالم ومازلت وسأبقى فهو عالم.اوقفت رحلتي البطيئة لأسلم على صورته الكبيرة المعلقة بكاريزما على الحائط.
مااجمله هو وعين الشمس خاصته وشفاه السخرية والشاربان الخفيفان وشعره الفحمي.
لم يتسنى لي الموت ان اراه بالشيب وبالتجاعيد والكسل ومرحلة الطفولة هذه.
اخذه مني وهو مازال جميل.
لم يجرب القباحة التي اعيشها الان.رفعت المنديل لعيناي وانا ازيل بعض الدموع، لأوجه يدي بعدها لفمي مرسلة قبلة له وهامسة بحبي له واشتياقي لنوره.
اكملت رحلتي نحو الاريكة..لأزيد من سرعتي متمللة من طول الطريق.
وصلت بأرهاق لأضع العكاز برفق في مكانها المخصص بجانب الاريكة.
حاملة العكاز موضوعة بجانب كل مكان يصلح للجلوس .
اسقطت جسدي بأهمال على الاريكة لأتنهد بتعب.التقطت الهاتف السلكي من على الطاولة امامي..لأبدأ رحلة اخرى وهي الاتصال على ابنائي..هم كل مالدي وانا اقل مالديهم.
والدتهم العجوز وحدها وهم مشغولون مع الحفلات والشراكات والمشروبات..تركت تأوهاتي معكم فأنا لاانكر اهتمامهم بي، لأكمل الضغط على الارقام المدورة.
وانتهي رافعة رأسي منتظرة الاجابة..
صوت انتطار الاجابة يطيل المكوث معي لينتهي بأعذب مرحباً مشتاقة لها اذناي."ياعزيزتي كيف حالك وحال ادوارد وجوليا كيف عملك ومدرسة جوليا الجديدة هل هي جيدة، اعني يمكنني تدبر مدرسة ملكية اخرى افضل وم.."
نطقتها بدفعة واحدة متحمسة لأن تسمعها لتقاطعني بصوتها العذب الذي لن امل عن سماعه
YOU ARE READING
أنا مُختلف
Kurzgeschichtenهنالك يتيم، اعمى، جريح، ميت، طالب، عبقري، كئيب، طفل، عجوز، مُعذب... وهنالك اشخاص على قيد الحياة. كلهم مُختلفون ومميزون بلمساتهم. الحياة من منظور انواع مختلفة من البشر. من منظور اصناف بشرية نادرة.