...دخل جيهوب إلى الغرفة، كان والده مثبتا بالكثير من الأجهزة و قناع الأكسجين على فمه...
"أنا هنا يا أبي ، أرجوك تحمل قليلا من أجل والدتي و من أجلي أرجوك"قال جيهوب.
نظر والده نحوه و أشار له بأن يقترب منه ففعل جيهوب،نزع قناع الأكسجين و بدأ يتكلم بصعوبة: أنا أريد أن تسمعني جيدا يا جيهوب ،أنا أخاف أن أموت و يبقى هذا السر معي بالرغم من أن أمك تعرفه أيضا...كان جيهوب ينظر له باصغاء تام، فتابع حديثه:نعم يا بني أريد أن أخبرك أنك لست ابننا الحقيقي ،لقد اعتنينا بك منذ كنت صغيرا و أحببناك كابننا تماما...
جيهوب بصدمة:ماذا ماالذي دهاك يا أبي لا بد أنك لست بخير؟..
والده: لا أنا بخير تماما و هذه هي الحقيقة...في هذا الوقت جاءت الممرضة و طلبت منه أن يخرج كان مصدوما و لم يحاول الرفض فخرج و هو يفكر فيما سمعه قبل قليل، ثم جلس على المقعد و بدأ يفكر....
كيف هذا فهو لن يفكر أنه متبنى و لا يعيش مع والديه الحقيقيين....تشوش عقله و لم يعرف ماذا يفعل،فخرج من المشفى و بدأ يمشي و لا يعلم أين يذهب فرآه يونغي الذي كان عائدا إلى المشفى بعدما أوصل والدة جيهوب إلى المنزل لترتاح قليلا، فناداه لأنه لم يره فقد كان شاردا تماما، انتبه إليه ثم أشار له ليصعد إلى السيارة،فصعد جيهوب.
قال يونغي: ما بك إنك لا تبدو على طبيعتك؟!
بقي جيهوب صامتا فقاد يونغي حتى وصلا إلى أحد الحدائق....نزلا من السيارة و جلسا على أحد المقاعد.يونغي:إذا..ما الذي يشغلك،هل هو والدك ؟سيتحسن قريبا لا تقلق
جيهوب : أنا أعرف، و لكنه أخبرني بشيئ غريب،قال بأني لست ابنهما و أنهما ربياني منذ كنت صغيرا..أنا حائر الآن هل أصدق أم لا؟ فأنا لم أشعر و لو ليوم واحد أنهما ليسا والدايّ الحقيقيان...
يونغي: لقد صدمتني ،هل حقا قال لك والدك هذا الكلام؟
جيهوب:نعم ،قال لي أنه يخاف مفارقة الحياة و يبقى هذا السر معه، ولكنه أخبرني أن والدتي تعرف أيضا...
يونغي:ماذا تنتظر إذا ؟هيا نذهب إليها و اسألها بنفسك...
جيهوب: معك حق هيا بنا.عندما وصلا إلى منزل جيهوب.
دخل بسرعة و هو يبحث عن أمه فلم يجدها....
يونغي:ماذا أليست هنا؟لقد أوصلتها بنفسي إلى هنا ترى أين ذهبت؟
جيهوب:هيا أسرع لنبحث عنها في الجوار لا أظن أنها ابتعدت كثيرا..خرجا من المنزل و بدآ بالبحث عنها في الحي..و عبر الطريق حتى لمحها جيهوب أمام محطة للحافلات فطلب من يونغي أن يتوقف، نزل من السيارة و تقدم نحو أمه ،كان حزينا جدا فأنزل رأسه وتحدث إليها:هل حقا ما يقول أبي؟ هل حقا؟أنا ابنك أليس كذلك؟ قولي أنه يمزح...أرجوك
لم تتحمل أمه فدفنت وجهها في كفيها و بدأت بالبكاء...تأثر جيهوب كثيرا فنزلت بعض الدموع على خديه:قولي شيئا أرجوكِ؟عانقته والدته و قالت: لقد اعتبرتك ابني دائما و لم أفكر بأنك لست ابني أبدا، كنت أريد أن أخبرك و لكن لم نرد أن نجرح مشاعرك،و عندما سمعت حديثكما أنت و والدك في المشفى طلبت من صديقك أن يوصلني إلى المنزل لأجمع حاجياتي و أذهب لم أكن أريد أن أواجهك أبدا بهذا الحديث فأنت غالٍ جدا على قلبي و لا أريد أن أحزنك...
جيهوب يحتضنها بشدة:لطالما اعتبرتك أمي الحقيقية فأنت من كنت تقفين بجانبي و تواسيني في همي و تقاسمينني فرحي و تشجعينني دائما، و لكن لماذا ؟لماذا تخلى أبواي عني؟في هذه الأثناء رن هاتف جيهوب،كانت إدارة المشفى فقالوا له أن عليه الحضور فورا لأنه على شخص ما من عائلته أن يبقى مع والده.
وصلوا إلى المستشفى، كان جميع الأعضاء هناك لأنهم اتصلوا بيونغي ليسألوه أين ذهب هو و جيهوب فأخبرهم بما حدث، و جاءوا جميعهم و عرفت والدة جين ذلك فأتت معهم...
التقت عينا والدتا جين و جيهوب مرة أخرى و لكن هذه مختلفة ،تعرفتا على بعضهما و تذكرتا في نفس اللحظة ماحدث قبل عشرين سنة...
"كان الطفل يبكي بشدة، أما والدته كانت تنظر اليه و تطلب من المرأة أن تعتني به جيدا ،كانت المرأة سعيدة جدا و تلاعب الطفل بمرح،فطمأنتها و قالت بأنها ستعتني به كابنها تماما، برغم ذلك كانت تبكي بحرقة لأنها ستترك فلذة كبدها لأناس آخرين و يكبر بعيدا عنها..."
بعد ذلك همست والدة جيهوب في أذنه :اذهب الآن هذه هي أمك انها تنتظرك
.
لم يفهم جيهوب شيئا، عندئذ تقدمت السيدة جونغ يون نحوهما و بدأت تحدق في جيهوب ثم نظرت إلى والدته و قالت(بهدوء):لقد مر زمن طويل..أر أنكِ قمت بعملك على أكمل وجه، فقد أصبح رجلا قويا يُعتمد عليه...كانت النظرات بينهما غريبة و لكن الأمر كان واضحا.
قال جيهوب:هل ما أفكر به صحيح، هل هذه أمي الحقيقية؟!
والدته:نعم انها هي، ثم التفت الى السيدة جونغ يون التي تجمعت الدموع في عينيها: خذي أمانتك لقد انتهت مهمتي الآن، لقد ربيته كابني و أعطيته كل ما يمكن أن تعطي أم لإبنها و لم أقصر أبدا.السيدة جونغ يون:نعم أرى ذلك ثم اتجهت نحو هوسوك (جيهوب) و احتضنته...
و لكنه أبعدها ببرود: لماذا ظهرت الآن لقد تخليت عني والآن تقولين أنك أمي؟...إن أمي أمامي و لا أريدك انت برغم كل ما فعلته معي...كان كل هذا يحدث و جين يراقب بصمت...
◽◽◽◽◽◽◽◽إذن؟ ما رأيكم فيما حدث؟
هل تتوقعون أن للسيدة جونغ يون سببا مقنعا يبرر لها تركها لابنها؟
أنت تقرأ
عندما تمطر السّماء أملاً...
Fanfic"تمطر السماء ...فيمطر معها الأمل" ربما لن ترحمك الظروف، و لكن القدر سيمنحك هدية ..قد تكون الصبر أو اشخاصا يمنحونك القوة لمواجهة تلك الظروف.. أما جايهوب فقد حصل على كليهما ... فهل سيقبل الهدايا؟ و هل سيحسن استغلالها يا ترى...