حكاية روح الأنتظار"2"

72 2 0
                                    


ها قد أقبلت ليلة الجمعة وراحت روح الأنتظار تجود بنفسها...وكأضطراب السجين المشتاق ترتعد فرائصها...ومن خلف القضبان ترقب الطرقات اشتياقاً لسلكها...

"روح الانتظار انها ليلة الجمعة... أين تلك البهجة التي كانت تعلو محياكِ؟! لما غادرت بهجتها...؟!"

"هاقد فتح السجان باب سجنه، حلقي هيا انطلقي الى تلك الناحية، واستمري في التحليق لايفقدكِ التعب بريق شغفها..."

"و لاتيأسي ستصلين يوماً الى ذاك النور بإذن الواحد الاحد ربها...الم يقل صاحب تلك الناحية حين قال بقوله: لو كنتم تبحثون عني كما لو كنتم تبحثون عن ضالتاً لكم لوجدتموني،أليس بهذا القول كان نبضك قد أيقنها..."

كانت روح الانتظار بهذه الكلمات تعاتب نفسها متممه حديثها...

"هيا؛ اذهبي الى ذاك الكتاب الناطق ليكمل لتلك الحكاية سردها...فقد ذاب القلب شوقاً لمعرفتها...علها الليلة الموعودة ويختم فيها إذن الافراج عنكِ بختمها..."

"حلقي بجنحكِ المحترق ياروح الأنتظار اشتياقاً لتلك الناحية ولاتيأسي ، علها بكف الشفاء تمرْ على جراحك بلسماً،ويحين بشفاءها حين وصلها ..."

رفعت بعد هذا روح الانتظار للسماء رأسها، وبعين الرجاء رمقت طرفها توكلت روحي على بارئها كان قولها...

"بسم الله مجراها ومرساها..."
"بسم الله والروح توكلت على مولاها..."
"بسم الله محلقه في فضاء الرجاء الى ناحية مناها..."

فحلقت... وحلقت روح الانتظار حتى وصلت الى ذاك الطود العظيم حيث وجود ذاك الكتاب النوري الكبير، ويسبق خطواتها اليه نبض الحنين ...

"السلام عليك أيها النور الناطق بحروف الكتاب المبين.."

"وعليكِ السلام..."

"أينكِ!  قد مضينّ أربع جمع ولم تأتي ألستي ياروح الأنتظار من الوالهين كنت أنتظرك لما لم تأتين ...؟!"

اجهشت بالبكاء بعد سماعها هذا ...وفاضت من اماقها ادمع الوله الحزين...

وأعقبتها ...بـ

"بلى من الوالهين، لكن ليس الامر بيدي، فانا في سجن الابدان لازلت رهين..."

"لكن احرقني الى تلك الناحية اشتياق الحنين ...حتى تناثرتُ رماداً وتسللت من بين قضبانها والرب على ذلك كان خير مُعين...*

"والان دعك مني وأكمل لي ماكنت ستقوله تلك الليلة أيها الكتاب الناطق، اجبني ماهي اعمال الفرقة الناجية التي الى المهالك بها ساعية..."

تنهد وصمت برهه بعدها بدأ يأز ويضطرب كأنه بوتقه تغلي ألم منصهر بأوجاعه...!

ليطير بعدها من على قمة رأس ذاك الطود، وتقلبت اوراقه بسرعة وقوة مذهله حتى توقف تقلبه الى المنتصف، ليكون شقين بانا كأنهما جناحيّ براق طائر يسلب اللب هولاً وجمال!

حكايات الالف ليلة جمعة وجمعةWhere stories live. Discover now