ظلامٌ دامس وبصيص من نور ...راحت تبحث كعادتها بين السطور...موتٌ...دمار...ظُلمٌ وجور...خيرٌ قليل وكثير الشرور...حسرات كأمواج البحور...الأمآق تتطلع بذوراف الدمع أين السرور...اصوات تتعالى لرب تعالى والبحر المسجور...منزل التوراة والأنجيل والزبور...رب الظل والحرور والظلمات والنور ...من بين تلك السطور والقليل من بصيص النور ...
قالت: إنها احدى ليالي الجمعات...
وراحت تقلب تلك الصفحات...إحدى الارواح المنتظرات...وبين تلك الحكايات خطت سطور الأمنيات لطلعة سيد النور الروايات...
همهمات هنا وهمسات هناك
... متى ترانا ونراك ...
نجمٌ لاح ...وعطرٌ فاح... وبدى الأنشراح ...لسيد الأرواح...بصمتٍ صاح...قبل الالف سنة ويزيدها قيح الجراح...
كان يامكان في حقبة من الأزمان ...
من بين تلك السطور صاح ...
قد خرجت روح من بين الارواح في زمن الظلم والجور والظلمات وبصيص من نور...أخذت تسعى بأشواط الحجيج، من بين صفا ومروة الضجيج ...بنداء أين صاحب المطلع الرشيد...لعشرين حجّة وكادت عليها تزيد... من العمر بعد الحج عمرةٌ التشرف بطلعة الكوكب الدري تريد ...حتى نالها من ذاك المسعى وصل الحبيب...
فلما أن رأته بادرته السلام..
ورد عليها بأحسن ما سلمتْ عليه الأنام..
وراح يُـشافها بالسؤال عن أهل العراق ..فأجابته بالمقال والدمع من المُقل سـال ...
.
.
.
سيدي الحبيب قد ألبسوا جلباب الذلة وكبلوا الحديد...وهم بين القوم أذلاء أما كفى أيها الحبيب فراق..؟
.
.
.
فأجابها بصوت الأنين... لتملكونهم كما ملكوكم سنين...وهم يومئذ أذلاء مكبلين...
.
.
.
فقالت : سيدي لقد بعد الوطن وطال المطلب وفاض الحنين...
.
.
.
قابلها بدمع الأسى ..وحزن على المحاسن بدى...وراح يجيب:
"عهد إلي أبي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم (ولعنهم) بما أكتسبوا...ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم بما أحتطبوا...ليتهم عادوا وبالإله أحتسبوا..."
.
.
.
وساد الصمت الحزين... تقطعه زفرات الأنين ...وعِبارات تكسرت عَبرات إين الناصر أين المعين...وراح يكمل الكوكب الدري أجلى الجبين...
"وأمرني أبي أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها...ومن البلاد إلى عفرها...والله مولاكم أظهر التقية الذي بيّ وكلها....
.
.
.
"فها أنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج..."
"أيتها الروح وهذا نص وصية عهدها إلي أبي حين قال اعلم :"
"يا بنيّ انّ اللّه جلّ ثناؤه لم يكن ليخلّي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وامام يؤتمّ به ويقتدى بسبل سنّته ومنهاج قصده وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعدّه اللّه لنشر الحق وطيّ الباطل واعلاء الدين واطفاء الضلال."
_ثم قال مكملاً بوصيته أياي :
"فعليك يا بنيّ بلزوم خوافي الأرض وتتبع أقاصيها فانّ لكل وليّ من أولياء اللّه عز وجل عدوّا مقارعا فلا يوحشنّك ذلك."
_فضجت تلك الروح بشجن الأنين وسالت من الاماق منها ذراف أدمع الواله الحزين وحكت بسكيبها إلى متى تبقى وحيداً بلا سلواً او معين...
_فأجابها الكوكب وقد اشرق منه مبسم الحزن العقيم بنور الله المبين...
" بل عهد إلي ابي انّ هناك قلوب لأهل الطاعة والاخلاص تكن نزّع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة وهم عند اللّه بررة اعزاء يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة وهم أهل القناعة والاعتصام استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداء..."
"فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها.. فكأنّك يا بني بتأييد نصر اللّه قد آن وتيسير الفلح وعلو الكعب قد حان وكأنّك بالرايات الصفر والأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم وزمزم وكأنّك بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدرّ في مثاني العقود وتصافق الاكف على جنبات الحجر الأسود تلوذ بفنائك من ملأ برأهم اللّه من طهارة الولاء ونفاسة التربة مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق ومهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق ، فاذا اشتدّت أركانهم وتقوّمت أعمادهم قدّت بمكاثفتهم طبقات الأمم إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة بسقت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبريّة فعندها يتلألأ صبح الحق وينجلي ظلام الباطل ويقصم اللّه بك الطغيان ويعيد معالم الايمان ، تهتزّ بك أطراف الدنيا بهجة وتهزّ بك أغصان العزّ نضرة وتستقرّ بواني العزّ في قرارها وتؤوب شوارد الدّين إلى أوكارها ؛ ثم قال: ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما الّا عن أهل الصدق والأخوة الصادقة في الدين .
_قالت تلك الروح :
"فمكثت عنده حينا أقتبس ما أورى من موضحات الأعلام ونيرات الاحكام فلمّا أزف ارتحالي وتهيّأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودّعا ومجددا للعهد وعرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضّل بالأمر بقبوله منّي ، فابتسم وقال:"
"استعن به على مصرفك فانّ الشقة قذفة وفلوات الأرض أمامك جمّة فدعا لي كثيرا وانصرفت إلى وطني ."
.
.
.
#تلك هي حكاية ابن المهزيار...
YOU ARE READING
حكايات الالف ليلة جمعة وجمعة
Tâm linhحروف حكاياتي خيال عُجنت بماء الحقيقه فامتزجتا معاً لتكون واقع قد تنبأ به الخلف الصالح في الكتاب المقدس، خطتها أناملهم باحرف من نور ، فكانت التراث الذي اعشقه حد الجنون، هي حروف اسرح في ميادينها سرحان العاشقين، واشتاق فيها إلى قربهم في المشتاقين، وأد...
