الهواء يدخُل من النافذة الشرقية بنهاية الغُرفة بسهولة
يطفُو فوق المستلقي أرضًا، عقاربُ الساعة متجمدة عِند الثانية صباحًا
رغم كونِ الشمس تنتصِفُ السماء بشكلٍ عمودي لاهِب -دليل على وقت الظهيرة-الزمن توقف بذاك المنزل والإستلقاء بدا حلًا لتلك الأزمة
يُهيأ لمن يراهُ متوسد الأرض النوم، الرجفة ورفرفة الأهداب تقطع الحقيقة بالزِيف -ليست أخر الأحلام
يمكن سماع همسِه يرتطم بالأرضية ولهاثه السريع يلفحُ تقاسِيم وجهه
وجرس الباب القديم يدقُ بالأرجاءشعر بأن هذه المرة - المرة الغريبة
قادرة على رفِعه ببساطة
لينهض بغية فتح الباب بخواءٍ تام"واللعنة-"
صُرخ بها من الطرفين فورَ لقاء الطارِق
بالنسبة لجيمين كان وقع رؤية جارهِ المتطفل هو ذاك الأمر نفسه الذي يدعو للتشائم والتقيء صباحًا -إنها الظهيره بالفعل-"منزل العجوز بارك"
نطق الطارقُ بتساؤل
ومن جهته ودِّ تسديد لكمةٍ أسفل فكِه على تلكَ الجرئة بوضع الألقاب
وبات من منحنى أخر يستنكرُ أمر جمُوحه منذ بداية اليوم
أبدا إنحناءَه برأسه دليلًا على إستماعهِ الكامل له لكن الجارّ وبطريقة ما تجاهله وبدلًا عن الرد صُنع سيل من النظرات الحادة بينهما كان كافٍ رُبماأغلق الباب بقُوة بعد إستمرار جارهِ الوقوف بلاهدفٍ يُذكر بغرابة دلكَ مقدمة جبينه مستندًا على الحائط خلفه لايزال إعِياء الإستيقاظ المفاجئ يُرافقه
بوجهٍ مشدوه قلصَ المدى الفاصل بين حاجبيه بغرابة
مَلمسٌ ناعم -
فكر في نفسِه وعاد لتلمس وجهه بخوف وذُعر شديد ليبدأ بتتبعُ خطوات قدميه بخِفة غير معتاده نافضًا أدراج المناضِد ليجد ضالته
كان يمكنه الشعور بالخطأ العارم الذي أقِترفه
- نفيُ المرايا-وحين تمكنَ من إيجاد قرصٍ موسيقي صلب قادر على عكس تقاسِيم وجهه بسهولة فقد تجرد من عقلهِ حينها تمامًا وكان قادرًا بطريقة ما التفكير بأمرٍ وحيد
فلمَ يبق أمامه الأن سوى خيارٌ واحد، واحد فقط الصراخ بذُعر والشعور بالرعدة تملئ مفاصِله كان شديد التأثُر - شديد القلق
فكر في نفسِه- وإذا تحولتُ في لحظة وأخرى ليافعٍ مجددًا
فينبغي عليّ منذ الأن الإستعداد للعناتِ الرب عليورُغم أن جيمين لم يكن قط مؤمنًا إلا بما يمكن إتِيانه فقط
فقد صلى هذه المرة بخفوتِ فيه قلبه
ولازال الذعر يتملك أجزاء جسده وصفُوف أسنانه تصطكُ برجفة ببعضِهايمكنهُ الإحساس بأنّ الوقت عاد للتوقف لتِلك الفترة
حيثُ يمكنه الشعور بملمس يدِ أمه، أمهِ التي مافتِأت تركض خلفه
تمسكُ بحواف شعره لتشدهُ بتأنِيب ولاتفارق ملعقة الطبخ الضخمة بنظرة طِفل يدهَا
