اليوم أنا بمُفردي أو لعلي كنت بمفردي منذ زمن ، لستُ أدري
كان بإمكاني الجلوس على مقعدي وتقريب المنضدة لجسدي والرسم
الرسم بشكلٍ كافي لإنهاء كافة ما كنت أفكر بحدوثه أو بما حدث حقًاعندما تُقت أخيرًا للرسم أمسكت بأطراف فرشاتي ملقيًا كافة ماينهك عاتقي باللوح الأملس
اللوحة الوحيده أمامي، رُغم عبطي الكامل وشدة إنعدام نظري
مازلت أُحس بالتفاصيل المنقوشة بأطراف بنانِيلازلت أشعر بأنها المرة الأولى لي هنا، قُربها
أمام اللوحة ممسكًا بنفس الفرشاة بروحُ خافته وذقنٍ منحنيه
"إنِها ليست غلطتي.."لكنني بدوت غير راضيًا البته بقولي و وددتُ لو أن الإعتذار سيصل مني لنفسي
وقد أخذ الأمر وقتًا لأتذكر بأنه لا يوجد سوايَ وبأن العزاء لن يحضر قبل رحيلي الكامِل
أو حتى قبل أن أدرك معنى أن أكون وحيدًاأمتلك قدمينِ مترهله لاتنفع للركض وقد أردت لفترة غير معلومة رميَ ماأمتلكه من ثقل والركض سريعًا -بلاتوخي-
وقد جاء بذهني أن أمي ستركض ورائي تاركةً جميع مايشغل يومها
للحاقِ بي وتسوية موضوع ركضي المميت
ركضي الضحية، الركض للهربِّلكني أدركت مبكرًا قبل الغوص أنَّ أمي ميته
وقد ألقت بي بعيدًا وركضت بمفردها، لمكانٍ غير معلوملقد نِمت تقريبًا كل مسافة الطريق للوصول لهذا السن
وبعد كل هذا السُبات أنا أدرك الأن بأن وصولي متأخر عن اللحاق بأي أحد وأني بطريقة ما بطريقةٍ -غير عادلة- بغرفة بمؤخرة العالمبلا معتقداتٍ أو إيمان أو حتى -بعطب شديد- أمتلك حلمًا
"لابدُ أنك تود رؤية والديك.."
ومنذ قولها وأنا أقف بنفس البقعه ،بغرفة الموتى الصغِيرةكان الجميع مُنذها يسير خلفي ركضًا
ويبدو لي أنهم رأوني وبفرط الإزدحام قد نُسيت هناك ، ربما أحدٌ ما قد همس بغبط
"لقد قُمنا بتغطيته بالشكل المناسب-"لذا قد كان عليِّ البقاء بروح التاسعة عشر بمكانٍ ما غائبًا عن الوعي
والعيش هنا بجسد عجوزٍ بالعقد السادس- يمكنكم وضع ڤوت أو تعليق إن أمكن؟