قبل الحقيقة

126 13 12
                                    

مرحبا أنها أول قصة لي أتمنى أن تعجبكم ،تعليقاتكم تهمني ، ولن أضع صورا كي أفتح المجال لمخيلتكم ، شكرا جزيلا لكم.


فتحت عيناي أول مره في مشفى " GOSH)"Great Ormond Street Hospital) أفضل مشفى في لندن بل في المملكة المتحدة.

ولدت في تاريخ 17/7/1997 ، لم أكن طفل عادي عائلتي كانت غنية جدا لم يكن المشفى صنع إلا من أجل العائلات التي تشبهنا. أسمتني أمي "جاك" كنت أول طفل في هذا البيت الكبير بل كان قصراً. طفل صغير وحيد في بيتٍ كبير وضخم. كبرت حتى استطعت أمشي أول خطوة لي في هذا البيت، ابتسم أبي وحضنني وكانت نظراته نظرات أمان، فرحت أمي وقبلتني في وجنتي ورأيت دموع الفرح، هيهات هيهات لم تكتمل الفرحة!.... دفعني أبي من أحضانه!!؟... وكانت أول نظرات كره أراها من أبي، لم أكمل سني الثاني حتى ورأيت دموع أمي لم تكن دموع فرح بل دموع لها طعم الحزن وشفقه!!.. شفقه لمن؟ ولماذا؟... رأيت ملابسي البيضاء الفاخرة للأطفال ملطخه بدماء... أغمضت عيني، وكان صوت أمي وصراخها آخر ما كنت أسمعه، أصوات الطبول تخرج مني.....

أستيقظ وأنا مستلقي على سرير أبيض وأنبوب موصل في يدي.. وأنبوب أستنشقه.. والممرضين من حولي.. وأصوات مختلفة للأجهزة مختلفة ومتطورة في مشفى ( جوش ). وطبيب "فيليكس" خارج الغرفة مع والداي، لم أستطيع سماعهم لكن، تعابير أمي لم تكن مريحة بنسبه لي. دخل أبي بدخوله الفخم المعتاد، أجزم أني كنت أخاف من أبي عندما يغضب وظننت أنه غاضب مني أغمضت عيني
وقال بصوته الغليظ لكن جميل: (اليوم سننام في المشفى يا جاك).

فقالت أمي وهي تربت على رأسي بحنان: (لا تقلق يا حبيبي الصغير لم تكن أنت السبب ولم يحدث أي شي لذا لا تقلق حيال هذا لأنه تخصص الكبار اتفقنا يا صغيري؟).

(همم حسنا أميي). قلت لها.

فانصرف الممرضون وذهبت أمي والسائق "ليو" ليحضروا ملابس من أجلي. بقي أبي معي في الغرفة كنت أشاهد الفلم المفضل لي "بينوكيو" ولاحظت أن أبي ينظر الي في كل لحظة، لم أعرف السبب لكن قبل نهاية الفلم عادت أمي وأطفأت التلفاز وغيرت ملابسي بعدها قرأت لي قصة قبل اليوم وقبلت وجنتي، فأخذني النوم إلى عالم الأحلام، قبل أن أركب قطار الأحلام سمعت أمي تقول:( ليس ذنب الطفل!!). وأنطلق القطار الى محطه الأحلام.....

في صباح اليوم التالي استيقظت في الساعة العاشرة لكنني كنت في المنزل ظننت أنه حلماً لكن المؤسف أنه كان كابوساً حقيقياً... تغيرت تصرفات والدي، و والدتي لم تتركني أخرج من سريري ولم تتركني ألعب ولا أمشي في المنزل ولا حتى أرى المدينة، أصبح البيت قفص كبير موحش وكنت أنا العصفور الصغير والجميع كانوا صقوراً ما عدا أمي، كانت طائر الكناري الوحيد، صوتها كان أنغام، مهما كانت غاضبة أم سعيدة فلقد أحببتها.

لم يخبرني أحد بحقيقتي، و عندما كبرت لم يأخذوني للروضة، كان هناك معلم يأتي لمنزلي حتى تخطيت مرحلة الروضة، يجب أن أذهب للمدرسة لكن كلا!، أحضر أبي معلمين، معلم ومعلمة لكل المواد حتى جعلني أتعلم اللغة الاسبانية والفرنسية. كان أبي مدير أعمال كان كثير السفر لكن أحيانا كان يجعل الخدم يذهبون بدلاً عنه.

أصبحت في العاشرة و قلت لنفسي: (لقد أصابني الضجر من أصدقائي الخياليين وعالمي الخيالي). وبصوت عالي قلت: (يجب أن أر-)

( ياا سيدي الصغيير، ماذا تخطط أ-أقصد ماذا تفعل؟). أوقف قلبي "ماركلوس" رئيس الحرس للمنزل (لا-لاشي ماركلوس كي-ف حا-لك؟).قلت و التوتر يكاد ويقتلني لربما سمعني وتفشل خطتي (بخير لأني رأيتك بخير، لما كل هذا التوتر يا سيدي الصغير!).

(للل-لا لست م-متوترا بل أف-أفزعتني قليلا).(هل حقا أفزعتك يا سيدي الصغير؟!، هل تراني مخيفا الى هذه الدرجة؟). قال وهو يقهقه ،أغضبني كثيراً( أغرب عن وجهي وإلا!!)زادت قهقهته (وإلا ماذا ستفعل؟ ستقتلني مثلا؟ أم ترميني في السجن السري؟ هاهاها)

ذهبت الى غرفتي الكبيرة، كان لدي جميع أنواع الألعاب، لكن رغم هذا أريد أصدقاء، لم أكن أريد المزيد من الألعاب،.. لكن خبر السجن السري كان مثل الصاعقة في عقلي. فكرت لما لدينا سجن سري؟ ومن هناك؟ وأين يكون؟

أيقضني من تفكيري صوت أمي تستأذن للدخول فقبلت، جلست تتفحص الغرفة وأنا أراها وهي تتفحصها من سريري، جلست بجانبي وهي تلعب بخصلات شعري وقالت: (ما الشي الذي شاغل عقل طفلي الحبيب؟)

قلت لها:(لا شي أمي فقط أحلام لن تتحقق)

قالت: (ما هذه الأحلام؟)

قلت لها:(لا تشغلي بالك)

قالت: (قال لي ماركلوس..)

وقفت وأنا أراها في ريبه وأرتفع صوتي (مااااذااا قاال هذاااا الحقيير!!؟؟). صدمت أمي من رده فعلي حاولت إجلاسي أكثر من مره لكني عاندتها، في نهاية استسلمت لها وجلست مجددا وقالت: (قال لي إنك كنت فضاً معه لماذا؟)

(اااهههه) تنهدت وهذه كانت أول تنهيدة لي أمام أمي، أصدمها فعلي، وعلامات الإستفهام تملء وجهها الجميل. قلت لها بعد راحتي: (بفف، كنت في عالمي الخيالي فأفزعني وبقيَ يقهقه ويضحك علي فأغضبني ما فعله، قلت له أن يذهب لم يذهب ولم أكن فضا معه).

قالت أمي:(ههه حسنا حبيبي هل تريد أن تأكل؟). (كلا يا أمي شكرا جزيلا لك. أحبك!!) قبلتني على خدي (أحبك أكثر)قالت لي و نظرات الشفقة تتجه نحوي، همت بالوقوف لكني قلت لها: (أميي لدي طلب!) (أطلب يا حبيبي)قالت لي.

فقلت:(أمي لــ-مـا-ذا لماذا ل-ا لا اسـ-تـ-طيع الـ-ذهـا-ب إلى الـ-مديــ-نة). ساد الصمت بيننا.... وكانت نظرات الشفقة تكاد تقتلني، لا أعلم سبب هذه النظرات في كل مره، ومن كل شخص لا أفهم ماذا يحدث لكن صوت أمي كان غاضبا يميل للحزن أكسر هذا الصمت (جااك حبييبي كم مرة يجب أن نناقش في هذا الموضوع!؟).

(لكن أمي!)

(لا يوجد لكن!)

(حاضر أمي)

حينها قررت في الغد ماذا سأفعل، سيكون يوماً حافلاً بالنسبة لي، أتمنى ألا أرى وجه هذا الحقير أمامي. والأن لا أستطيع الانتظار أريد أن أغمض عيني بسرعة كي أرى اليوم الموعود، غدا.

{ يا ترا ماذا يوجد داخل عقل جاك ؟وإلا ماذا يخطط ؟ وماذا سيحدث غدا؟ جعلني جاك أتشوق للغد! ،سنرى ماذا سيحدث غدا لجاك في الجزء الثاني و أعطوني رأيكم}

 Blacky Colors حيث تعيش القصص. اكتشف الآن