إلتئام، الفصل الأول، قطف زهرة

164 5 1
                                    

#إلتئام 1

في يوم من أيام الربيع الجميلة كانت تلهو زهرة في بستانها بفستانها البنفسجي المطرز بدوائر داخلها أشكال لأطفال تلعب بالكرة بشعرها الناعم الخلاب المسدل على كتفيها ذا اللون الأسود كالليل منير  لامع يحيط قمراً ذواتا عينين نضختان عند بكاءهما تضحكان في فرحهما تجرحان عند غضبهما تتفتح تنمو تنثر عبيرها البرئ على جذورها التي ترويها بالحنان والتشذيب والرعاية ولكن في تلك اللحظة كانت جذورها توجه اهتمامها لشجرة مجاورة وفجأة أحست تلك الجذور بتوقف فوح زهرتها عن العطور فراحت تبحث عنها في البستان في كل مكان لم تعثر على رائحة لها فتوقف خفق قلبها فانية لما دار بخلدها خطفها فعاد الخفق ولازمه صرخة مدوية تسمعها كل الدواب في البرية والتي تتنبأ بزلزال على وشك المضي قد يدمر أسرة زهرة المقطوفة من أصليها سامية وفؤاد الذي اتصلت به تخبره عن الفجيعة  منفجرة ببركان بكاء ثائر بحمم ألفاظ محرقة للقلب دامية ترك على إثرها فؤاد سماعة التيلفون وعاد إلى البيت يقود سيارته ولا يعلم كيف قادها ووصل إلى بيته لقد كان لا يشعر بأطرافه وكان عقله قد شرد عنه بعيدا يجاهد لإستعادته حتى يستعيد زهرته التي هى كل حياته

إلتئامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن