#إلتئام 4
واتجه شرطيان نحو المقهى، وباقي القوة داهمت بيتاً بجوارها، وقام كل الجالسين ، بعد ما أمرهم أحد الشرطيين و طلب منهم إخراج تحقيق الشخصية، وقاما باعتقال رجل ذو لحية خفيفة، التي أصبحت شبهة، وساقوه إلى السيارة بامتهان وتقريع.
همس فاضل في أذن فؤاد: هذا الرجل المقبوض عليه كان في مشاجرة من عدة أيام مع أحد عصافير الشرطة، الذي يبلغهم عن كل معارض، كتب تقرير عنه أنه ينتمي لإحدى الجماعات التي يدعوا أنها إرهابية، وهذا الرجل ليس له صلة بأي شيء سياسي أو إرهابي إنها مجرد مكايدة خسيسة، أصبح الناس الآن يبلغون عن بعضهم، حتى طال الأمر الأقارب وداخل الأسرة الواحدة، التي انقسمت إلى فريقين أو شعبين، نكايةً وكراهيةً كلا منهما للآخر، وهناك فرقة وسط، وهم العوام السواد الأعظم من الشعب الذين لايهمهم إلا العيش فى أمان واستقرار حتى ولو ظاهري أو أوهموهم بذلك، وأنهم أفضل من سوريا والعراق، حتى أصبحوا أسوأ على سبيل المثال النت في سوريا أفضل، ولو فرضنا جدلاً صحة ما يقولون، فإن الفضل يرجع للمعارضة السلمية،هؤلاء العوام هم من يرجحون إحدى كفتي الميزان الذي خلى منه الإتزان.
خرجت القوة ومعها شاب عشريني حليق كان يعفي لحيته ولكنه قام بقصها حتى لا يتعرفون عليه ولكن مرشدين الشرطة قاموا بالواجب وزيادة، يمسكونه من حزام البنطال ودفعوه داخل السيارة ضرباً بالأقدام.
مال فاضل مرة أخري على فؤاد: إن هذا الشاب شقيق لأحد المعارضين يأخذونه كبديل؛ حتى يحضر الشخص المراد.
ينهبون من تلك البيوت المقتحمة كل ما خف وزنه، وغلا ثمنه، وتكسير كل ما هو قابل للكسر، ولا يطرقون الباب، بل يخلعوه خلعاً من مكانه، بقوة غاشمة، مذلة؛ حتى يرضوا الرافضين بالفتات وهم صاغرون وهذا يكفي العبيد ويزيد.- يعني هناك من يتألمون مثلي لم أكن أشعر بهم لإنشغالي بالعمل وتزييف الإعلام للحقائق.
لقد استطاع الإعلام السيطرة على العقول رغم قدرتها العملية والعلمية والفكرية عقول طبع الله على قلوبها ووضع غشاوة على أعينهم يكذبون ما يرون عين اليقين، أعمتهم الكراهية، أو لفسادهم "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"يسلمون عقولهم التي في أذانهم لإعلام جوبلز شريك هتلر في دمار العالم الذي قال قولته الحقيرة إعطني إعلاماً مزيفاً أعطيك شعباً مغيباً يستخفهم فيطيعوه، والآن قد تفوقوا على طغاة زمان بزمان
إنتفض فؤاد فزعاً من رنة التليفون المحمول
- ألو... من... كيف حدث ذلك؟ فصرخ صرخة باكية مؤلمة آآآآه...
أحمد حسين الملاح