إلتئام 7

6 1 0
                                    

#إلتئام 7
- لا نريد أن يعلم أننا متكالبين على شراء السيارة، حتى لا يغالي في سعرها، كلما قل السعر سيصب ذلك في عمولتك، دعنا نبدأ معه الحوار وسنخبره لاحقاً أنك من أخبرتنا حتى تنال عمولتك منه أيضاً.
- حسناً لكما ذلك.

تنفسا الصعداء مخافة كشف أمرهما، وتركاه وعادا داخل النادي مرة أخرى، يترقبان أدهم.
- وجهه عليه تعبيرات قاسية، تنم عن كثير من الجرائم إقترفها، وهاهو ضخم الجثة الذي ذكره عامل النظافة، إذاً نحن في الطريق الصحيح فاضل.
- إنهما يدخلان حمام السباحة فؤاد.
- سننتظرهما لن نحصل على تلك الفرصة مرة أخري.
- بالفعل
- قرابة الساعة ونصف، ولم يخرجا حتى الآن اقتربت الساعة من الخامسة.
- يغسلون دماء ضحايهم، ذلك يستغرق وقت.
- ها هما قد خرجا كما دخلا لم تزيل الماء آثار الإجرام، ما زالت عالقة على وجهيهما.
- إنهما ذاهبان إلى المطعم.
- هيا بنا فاضل نتناول مثلهما الغذاء، ونرقبهما عن قرب.
- ما هذا، الناس يأكلون في آخر زادهم، ما هذا النهم، وأصوات الملاعق عند احتكاكها بالأطباق كأنها تتناحر.
- جارسون
- أمرك سيدي
- من فضلك أحضر لنا وجبتان أرز وفراخ وبسرعة.
- الوجبة لا يوجد بها وبسرعة، فراخ وأرز وخبز وسلطات فقط.
- إذن أحضر معها ببطء أم أنه ليس ضمن الوجبة أيضاً.
وضحك الجميع إلا أن ضحكات فؤاد وفاضل كانت بصوت متوتر.
- دقيقتان بالضبط، الوجبات جاهزة على التسخين فقط.

- أنظر لهما كيف يأكلان، كأن الشيطان يتناول معهما الطعام.
- قد أحضر الطعام، وبسرعة كما طلبنا.
وضحكا مرة أخرى، ولكنها هذه المرة بصوت أقل توتراً.
- سم الله، وكل حتى نستطيع مواصلة البحث، أمامنا عمل مضني.
- يتكلم أدهم بعصبية مع العملاق.
- لابد أن هناك خلل قد تم،... يعاتبه لذلك.
- لقد أتت له مكالمة،...قد تغيرت ملامح وجه غضباً.
- أنهما يدفعان الحساب ويرحلان.
- أسرع فاضل، سأدفع الحساب، واذهب أنت وأتي بالسيارة.
- سأفعل فؤاد، ألي بالمفاتيح.
- ها هي...
أثار فضول الناس صوت السيارتين المسرعتان...
- إركب فؤاد بسرعة.
- إنتظر، لم أرفع قدمي بعد.
- أسرع، سنفقدهما.
- إبقى على مسافة مناسبة حتى لا يشعران بالمراقبة.
- مشاهدة أفلام الحركة مفيدة في تلك الحالات.
- لكن الواقع مختلف، لا تعيش في الدور وكن حريص.
- أسرع قليلاً سنفقد السيارة.
- لاتقلق...
- لقد اختفت وسط هذا الكم من السيارات.
- يا إلاهي أين هي؟! لقد فقدناها.
- ألم أقل لك.
- إنها تلف الميدان، سألحق بها.
- الحمد لله أن وجدناها، لن أتركها تفلت مرة أخرى.
- إحترس،... ستصطدم بالسيارة المجاورة.
- إهدأ فؤاد لا تفقدني تركيزي.
- أخشى أن نفقد السيارتين.
- أصمت! أخيراً توقفت السيارة.
- إنها منطقة هادئة جداً متناثرة المنازل.
- نعم، من الصعب نجدة من يستغيث هنا.
- البوابة تفتح، عليها حارسان مدججان بالسلاح.
- ماذا بعد أن أغلقت البوابة، وتلك الأسوار العالية.
- دعنا ندرس المنطقة والمنزل ونرى كيف نخترق أي ثغرة، لا بد من وجودها، لا يوجد شيء من صنع البشر ليس به ثغرة.
- صدقت، ها هي الثغرة، باب الجراج يفتح أوتوماتيكيا، هناك سيارة تستعد للخروج.
- لقد خرجت بالفعل، هيا.
- إنتظر حتى تلف،... هيا أسرع، قبل أن يغلق الباب.
- قدمي فؤاد، أغلق عليها الباب.
- لا تقلق سأحاول جذبها.
جذبها فؤاد بسرعة وبقوة قبل أن يطبق عليها الباب بقوة.
- الحمد لله، أفلتت قدمي، ولكنها تؤلمني.
- أستند علي لإجلسك على هذه الأريكة، وأذهب أتفقد المكان.
- حسناً فؤاد.
- سأرى أين يأخذنا هذا الممر،...أنه مخيف، غرف عن اليمين واليسار، ماذا بها ياترى؟! ما هذا، إنه شخص يخرج من إحدى الغرف.
إلتصق فؤاد بالجدار، كأنه قطعة منه، تمنى لو استطاع الإنصهار فيه، وكأنه حرباء تلونت بالون الجدار، وأوقف أنفاسه؛ حتى لا يشعر به ذلك العملاق، الذي خرج فجأة من إحدى الغرف حتى كاد فؤاد أن يختنق.
- ما هذا الباب في أخر الممر، سأحاول الوصول،...
إنه يفتح على سلم، ظلام دامس، لا أرى الدرج.
أفلتت قدم فؤاد، وأثار جلبة؛ مما دعى إلى تحرك أحد الحراس بكشافه وسلاحة.
تكوم فؤاد مختبئاً تحت السلم، وكاد الكشاف يأتي على وجه فؤاد، لولا أن نادى أحدهم على الحارس، فالتفت وعاد وهو يقول: لا يوجد شيء، على ما يبدو أنها القطة اللعينة.
وقام فؤاد وقد وجد ضوءاً خافتاً يأتي من نافذة تطل على البدروم،... وأذهله ما رأى...

إلتئامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن