#إلتئام 5
بكى فؤاد بكاءاً شديداً وقد سقط من يديه الهاتف، وانهار والتقط فاضل، الهاتف وحاول يهديء من روع فؤاد، ومعرفة سبب هذا الفزع
- أذكر الله، أخبرني ماذا ألم بك؟
رد فؤاد بصوت متحسر: إكتشفوا ورم خبيث بالمخ عند قيامهم بعمل أشعة مقطعية لزوجتي، بالإضافة إلى ارتجاج؛ نتيجة الإرتطام، سأفقد الزوجة والأبنة معاً وتبور الآسرة المستصلحة حديثاً، ولم تهنأ بجني الثمار، وجنت على زهرتها.
- اصبر، واحتسب، وتفاءل خيراً لم يعد ذلك المرض بنفس درجة خطورته في السابق، المهم أن يكون الإكتشاف مبكراً، وسنعثر على زهرة وتفوح من جديد، وتستعيد الأرض عافيتها.
هيا بنا إلى المشفى لنطمئن عليها ثم نواصل البحث
- أشكرك فاضل، نعم الصديق أنت.وصلا إلى المشفى، وزوجته غائبة عن الوعي مازالت، ونادية أختها بدا عليها الألم والتوتر والكمد على شقيقتها الوحيدة التي تحنوا عليها عطفاً وكرماً.
ألقيا السلام عليها وردت وهي تبكي
- الطبيب يبحث عنك ليطلعك على الحالة بالتفصيل وتوقع على الموافقة على إجراء عملية عاجلة
- شكرا جزيلا لك على مجهودك معنا وتحملك تلك المشقة، وبيتك في حاجة إليك.
- حقها علي، قد أتي زوجي ليطمئن وأخبرني ألا أقلق على البيت. ها هو الطبيب...
- أهلا دكتور فؤاد قلبي معك
- مرحبا دكتور أشكرك
- هذا تقرير مفصل عن الحالة وهذا إقرار بالموافقة على العملية، نبتغي توقيعك.
وقع فؤاد بعد قراءة التقرير ويده ترتعش قلقاً، هل يوقع بالموافقة على موتها أم على حياتها؟!خرجا فؤاد وفاضل من المشفى واتفقا على أن يذهب كلا منهما إلى بيته ليرتاح قليلاً ويستعد للخروج، وقد وزعا البحث بينهما على أن يلتقيا على المقهى
ذهب الدكتور إلى المستشفيات وفاضل إلى أقسام الشرطة وتقاسما الملاجئ وكل في حوزته صورة زهرة وكثفوا البحث لأن الوقت ليس في صالحهم
عادت نادية إلى بيتها حيث اطمئنت أن لا حاجة لها الآن بالمشفى، على أن تعود لاحقاً ...
- كيف حالكم يا أحبتي؟
- بخير يا أمي ولكننا اشتقنا إليك كيف حال خالتي
- ستجري لها العملية غداً ادعوا لها.
- شفاها الله وعفاها.
- لقد هفتنا من أكل السوق
- حالاً سأحضر لكم الطعام
- لا ترهق نفسك إسترح أنت سأقوم بذلك
- شكرا لك لو استطعت ما اشتريت طعاماً جاهزاً
- ماذا تقصدين؟ أني غير جاد فيما أقول، بعد كل ما تحملته نتيجة غيابك
- لا أقصد ذلك، بل أقصد لضيق الوقت وتعبك في العمل؛ منعك من ذلك، لما دائما تسيىء الظن بكلامي
- لا أسيئ الظن هذا ما دار بذهني وهذا ما قصدتي
- ليس لي طاقة على الشجار يكفي ما أنا فيه
- حسناً سأخرج وأدعك بما أنت فيهتقابلا الصديقان على المقهى
- هل توصلت إلى شيء فؤاد؟
- نعم...
- حقاً، ماذا؟! قل...