التاسعة عشر
القى أسد ما بيده و نظر الي اسيل بصدمة و قال
-قولتي إيه
اسيل بخوف : ط... طلقني
اقترب أسد منها و امسك بذراعيها بقوة و قال بغضب :-
-بعد كل حاجة عاملتها ليكي... ضحيت بكل حاجة انتي كنتي لو طلبتي عمري كنت هدهولك من غير ما افكر..... لييييه
و صرخ في آخر كلمة
اسيل : أسد... لو سمحت سبني... ايدي و جعتني
أسد و هو يضغط اكثر على ذراعها
-طب و قلبي اللي قسمتيه نصين بتسميه إيه هاااا
اسيل : انت مش فاهم حاجة
أسد : طب ما تفهميني
اسيل بصراخ : أسد سبني بقي
ابعدها أسد بقوة عنه و قال : انتي كده هتخليني ارجع أسد المغربي اللي عرفتيه زمان.. لأ و العن
اسيل : أسد بدون شوشرة انا عايزة اطلق.. لو سمحت ورقتي توصلي بكرا على البيت اللي اخدتني منه
ثم ذهبت سريعا من أمامه و حاملت فستانها و اخذت تركض و تبكي... بينما أسد اخذ يُكسر كل شئ في المكان
اخذت اسيل سيارة اجري و بعد قليل كانت تدق باب منزلها
فتحت لها ثريا سرعان ما أسرعت اسيل و عناقت ثريا لتبكي بشدة ضامتها ثريا بشدة فا أسيل قضت لها ما حدث و طلبت منها ان تنتقل اليوم الي منزلهم القديم
ثريا : هتتحل
اسيل : انا جرحته انا خليته يرجع تاني لشخص الي قابلته اول مرة
ثريا : معلش
اسيل : مكنتش عايزة أذيه.. و في نفس الوقت عايزة امي تكون جمبي انا تعبت ياريتني اموت و ارتاح
ثريا : بعدالشر... ليه بتقولي كده...ان شاءالله هتتحل يا اسيل
خشي بس
########
(شقة عاصم)
يجلس عاصم بجوار سما يشاهدوا التلفاز
سما : انا زهقت
عاصم : من إيه
سما : ممكن أسألك سؤال
عاصم : قولي
سما : انت معندكش قلب
عاصم : لأ.. ليه بتسألي ما إنتي عارفة من زمان
سما : تعرف يعني إيه حد بيحب
عاصم : يعني حد بيموت نفسه بيجي على كرمته بيتنازل بيضحي كل ده علشان اللي بيحبه
سما : مين قال كده
عاصم : عايزة توصلي لإيه
سما : عايزة اوصل لقلبك
عاصم : مش هينفع
سما : ليه في حد تاني
نهض عاصم من مكانه و امسك سما من يدها و سحبها خلفه
و خرج بها خارج الشقة و صعد بها إلى أعلى
سما : انت موديني فين
عاصم : عايزة تعرفي انا ليه كده
وصلا الي إحدى الشقق التي في آخر طابق في المبنى
فتح عاصم الشقة و دلف الي الداخل بينما سما مازالت واقفة تراقبه
عاصم : ما تخافيش تعالي
دلفت سما بخطوات مهزوزة و كان قلبها ينبض بشدة
امسكها عاصم من معصمها و سحبها الي إحدى غرف المكان فتح الباب و دلف الي الداخل و أشعل الضوء.. لتجد سما مجموعة من الصور له و لفتاة معاه لتنظر له بتعجب و تقول
-مين ديه
########
منزل اسيل
طرق الباب ذهبت تقي لكي تفتح لتجد أسد و معه المأذون و معه رعد
تقي بصدمة : أسد في ايه
أسد : نادي اختك علشان نخلص.. اتفضل يا شيخنا
ذهبت تقي سريعا الي غرفة أسيل
تقي بصياح : اسيل أسد برا و معاه المأذون.. انا مش فاهمة.. هو في إيه
شعرت اسيل بأن كلمات تقي سقطت عليها كالصاعقة
اسيل بينها و بين نفسها
-بسرعة ديه يا أسد هنت عليك... مجتش عليك... بس ليك حق انا اللي غلط
و بعد قليل خرجت اسيل الي الخارج و كانت ثريا تجلس مع أسد بينما أسد يجلس مع المأذون يراجع الأوراق
جلست اسيل و كانت تشعر بأنها تهائة لا تدري بشئ و بعد قليل كان كل شئ إنتهى و قد رحل الجميع بينما اسيل أسرعت الي غرفتها و حبست نفسها بالداخل و اخذت تبكي
###############
(شقة عاصم)
تنهد عاصم بضيق و قال :
-كانت اهم انسانة في حياتي ادتها كل حاجة سبتني علشان كنت انا يدوبك طالب في كلية حقوق و هي جالها رجل أعمال هيعشها احسن عيشة فضلنا سنين نجهز الشقة ديه... بنيت معاها حياتي و في الاخر قالتلي ان الحكاية خلصت علشان هي اختارات الفلوس... عرفتي ليه انا مش عايزك
سما : بس انا مش زيها... انا فعلا بحبك مستعدة اموت علشانك
عاصم : نفس كلامها بالظبط
سما : مش معنى أن واحدة خانتك يبقى كل الستات في نظرك خاينين.... ياريت تفرق... انا مش هغصب عليك انك تحبني لان الحب ده حاجة مش بإيدي... بس كل اللي عايزة اقوله ليك... انك عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي.. عن إذنك
ثم ذهبت... أما عاصم جلس على إحدى الكراسي و وضع يده على رأسه
#########
بعد مرور اسبوعين
ظل عمر يزعج اسيل اما ان يتصل عليها او يرسل لها رسائل بصور والدتها.. و في آخر مكالمة قال لها أن زوجهما سيتم في آخر هذا الشهر الجاري...حتى تكون أتمت عدتها
#########
بينما أسد كان يحاول ان يضع همه في العمل...كانت حياته عبارة عن العمل في الصباح و يذهب إلى الملهي
اما رعد كان يحاول بأي طريقة ان يعرف لماذا فعل أسد هذا لأنه يعلم أن حتى لو اسيل التي طلبت ذلك كان أسد لم يفعل
و لكنه ترك اسيل بهذه السهولة.. و تقي كذلك تريد أن تعرف ذلك
و لكن ثُريا لا تريد أن تُخبره
#######
و في يوم من الايام دق جرس منزل اسيل ذهبت تقي لكي تفتح لتجد عمر يقف أمامها بكل شموخ و يضع يده في جيبه ... ابتلعت تقي ريقها و قالت بصياح
-ماماااااا
أتت ثريا و اسيل بسرعة إليها... اتسعت عين اسيل عندما رأته شعرت بإن الدم فر من عروقها أصبح وجهها شاحب
عمر : هو كرم الضيافة عندكو... تخلو الضيف واقف كتير كده
و دلف الي المنزل و جلس على الكرسي و وضع قدم فوق الأخرى و قال :-
-اتفضلوا... ده بتكو يعني
و أخيراً استعادت اسيل شجاعتها و تقدمت و وقفت أمامه
و قالت :محدش سمح ليك انك تدخل.. و بعدين ايه اللي جابك مش قادر تستنا كلها اسبوعين و هبقي معاك
اعتدل عمر في جلسته و قال :-
- اصلك وحشتيني
صاحت تقي و قالت : وحشك ملك الموت يا بعيد
نظر عمر لها نظرة جعلتها ترتعب
اسيل : تقي... ماما لو سمحت سبونا لوحدنا لو سمحت
اخذت ثريا تقي و ذهبت لداخل...نهض عمر من على الكرسي و اقترب من اسيل و قال :
-لسه بتفكري فيه
اسيل : هو مين
عمر : أسد
اسيل : انت جاي علشان كده... مش هكدب عليك... ااااه لسه بحبه و هفضل احبه حتى لو اتجوزتك
تشنجت عضلات وجهه و قال :-
-و يا ترى هتفضلي تحبيه بعد الصور ديه
نظرت اسيل الي الصور التي أعطاها لها
لتجد أسد يمسك بيد إحدى الفتيات و صور أخرى خليعة
سالت دموع اسيل... و شعرت بأن قلبها يتمزق
عمر :تؤتؤتؤ.... بتعيطي ليه...
و اخذ يمسح دموعها
اسيل : اطلع برااا
عمر : نعم
اسيل : بررررررا
اتجه عمر الي الباب و قبل أن يخرج قال :
-كلها اسبوعين... و ساعتها هتبقى في ذمتي و مش هتقدرى تعلي صوتك عليا..لاني قبل ما تعملي كده هكون قاطع لسانك
ثم ذهب بينما اسيل أسرعت الي داخل غرفتها و اغلقت الباب و أسندت بظهرها على الباب و اخذت تبكي
بالخارج
تقي : كل ده حصل و انتو مش تقولولي
ثريا : اختك هي اللي قالتلي مقولكيش علشان مش تقولي لأخوكي و ساعتها أسد ميرضاش يطلقها و ساعتها امها هتروح منها
تقي : أسد لازم يعرف.. و يعرف انه ظلم اسيل ظلمها جامد
ثريا : أسد مش هيعرف.. و لو اتكلمتي ساعتها مش اختك بس اللي هتزعل منك انا كمان
تقي : انتي المفروض تكوني موافقة ان اقول لأسد مش معارضة
لم تنطق ثريا بحرف و ذهبت لداخل
#########
مرت الايام
و انتقلت اسيل للعيش في القصر مع والدتها لان عمر أخبرها انها تريد أن تراها.. و بدون تفكير ذهبت اسيل و أصبحت لا تفارق غرفة والدتها فا في بعض الأيام كانت تنام معها بالغرفة
و في يوم من الايام
كانت اسيل تجلس و تتناول العشاء مع عمر و كان المكان يسوده الصمت تنهد عمر وقال بصرامة :-
-اخر الاسبوع كتب كتابنا... و الأسبوع اللي بعده فرحنا
اتسعت عين اسيل و وضعت المعلقة في الطبق مرة أخرى و ذهبت سريعاً الي أعلى
بينما عمر اخذ يشرب العصير ببرود و هدوء
######
منزل عاصم
منذ ذلك اليوم لم تتحدث سما مع عاصم فقط تكتفي بأن تفعل واجباتها المفروضة عليها كازوجة... و بعد ذلك تجلس في غرفتها و تذاكر.... حاول عاصم بأكثر من مرة بأن يقترب منها و لكن في كل مرة كانت تنفر منه و تبتعد... فعل ذلك لانه شعر بالذنب و شعر بأنها فعلا تحبه بل تعشقه
يجلس عاصم على السفرة و ينتظر الطعام
و بعد قليل انتهت سما من وضع الطعام.. و بعد ذلك ذهبت
نهض عاصم و اسرع إليها و امسكها من معصمها و قال :-
-انا اسف مكنش قصدي سامحيني... انا عارف ان انا كنت بعملك بطريقة لا تطاق بس... انا اتغيرت صدقيني لو كنتي مكاني كنتي هتعرفي
نظرت سما له بلامبالاة ثم قالت :
-اممم... خلصت.. ممكن تسيب إيدي علشان اروح اذاكر
تفاجئ عاصم من ردها فا هو لم يتوقع ان هذا هو ردها ظنها انها ستطير من السعادة
عاصم : انتي فاهمة اللي انا قولته
سما: انت قولت حاجة يعني عادي انت اعتذرت عن حاجة بقالها اكتر من شهر... عادي لا كأنك كنت بتكسر مشاعري.. ولا في كل مرة كنت تكسر بخاطري... و جاي بعد ده كله تقولي اسف معلش سامحيني كنت فاكرك زيها... لأ فوق... انا مش لعبة انت عارف كويس انا مين و اخت مين... عارف يا عاصم ايه المشكلة.. إن الحاجة لما بتروح بنعرف قيمتها و قد إيه هي كانت غالية للأسف ديه طبيعة الانسان