تائهة بين الحاضر و الماضي

الرحيل

انتهى عامي الدراسي و حلت العطلة الصيفية التي اقضيها في المنزل غالبا .لكن هده السنة مغايرة فقد زارتني ضيفة لم اكن اتوقع رؤيتها بعد, حتى قلت انها نسيتني ,انها امي .امي التي تخلت عني و انا رضيعة في العشرين يوم من عمري بانفصالها من ابي .هل تعلمون ما سبب الزيارة لقد ارادت  ان تصطحبني للعيش معها للابد.في الاول لم اكن مرحبة بالفكرة لانني لمتها على تركي هده المدة كاملة .بعدها شرحت لي الظروف التي مرت بها في فترة زواجها الاول فعدرتها فبدأت تحدثني عن حياتها خلال السنوات الماضية انها تزوجت و أنجبت ولد و بنت البالغين من العمر عامين و 9سنوات على التوالي . وحكت لي عن حياتها معهم لدرجة أني شعرت بغيرة منهم لأنهم يتمتعون بحنان الأب و الأم في نفس الوقت  على عكسي أنا,لكني استطردت تلك الافكار عندما أصرت على دهابي لكي اكمل تربيتي في كنفها .
طلبت منها ان تمهلني بضعة ايام للتفكير. فتفهمت الوضع و تركتني اتخد قراري .
بعد رحيلها استندت الى الجدار و انا انظر لجدي و جدتي مسحت دموعي خلسة و انا احاول ان اظهر لهما  قوتي و صمودي لكن كان في قلبي غصة فكيف ساتركهم و انا اخر دكرى من المرحوم  .التزمت الصمت بينما كان قلبي يثرثر بالدكريات الحلوة و المرة التي امضيتها معهم ,تدكرت حين كنت اشاكسهم طوال اليوم تدكرت حين كنت اسقط كانت جدتي تبكي حزنا على اصابتي .هل ساتركها الان لا اعرف مادا افعل فمن جهة جدتي و من جهة امي و اخوتي من ساختار .لاحظ جدي توتري فاقترب نحوي وربت على راسي فقال. الحياة ليست طويلة كي نُجَرّب كُلَّ شيء، ولا تُعتبر قصيرةً لنتذكّر كُلَّ شيء، ولكنها جميلة إذا ما أيقَنّا أنها لا تساوي شيئاً. الحياة ما هيَ إلا قصةٌ صغيرة يجب أن نتعلم منها كي نعيشَ سعيدين على الرّغمِ من قسوَتِها.
فلدلك يا صغيرتي شقي حياتك مع امك و اخوتك فمن حقك العيش تحت دلك الحضن لن نمنعك من دلك رغم اننا لا نستطيع الابتعاد عنك .نظرت اليه بعيني الممتلئتين بالدموع فحضنته ممتنة له على تفهمه .