دخلت الى فراشي في محاولة بائسة للنوم ، فقد كنت استرجع ذكريات ماحدث اليوم ، منها ماكان جميل ولم اكن اتخيل انه سيحدث بالفعل ، ومنها ما جعلني اشعر بعدم الراحة ، حاولت طرد كل الافكار من رأسي لاني بالفعل شعرت بأني متعبة ولاحال لي لمزيد من الافكار والخيال ، لكن محاولتي بائت بالفشل ، فقد بدأت بربط الاحداث وطرح الاسئلة ، لماذا تمارة صنعت كعكة لالياس ؟ ومالداعي للقاء ثانية في حديقة منزلنا والتحدث وكأنهم اصدقاء منذ قرن؟ حسناً لا بأس بذلك لان الياس شخص لطيف ومن الطبيعي اني يكون محبوباً هكذا فلماذا اتضايق هل بدأت اشعر بالغيرة؟
اعتقد يجب ان اصارح تمارة بالامر واخبرها انني معجبة به وهكذا سوف اضمن انها لن تقترب اليه وكذلك ان تحاول جمعنا . لم اشعر الا وغلبني النوم وسط افكاري التي لم تتوقف حتى في احلامي .>تمارة<
اليوم وجدت حجة جديدة لكي اتحدث مع الياس على الهاتف بعد اني تبادلنا الارقام حينما قدمت له كعكة اشتريتها من البقالة وقلت له اني صنعتها بيدي خصيصاً. اردت فقط ان اجذب انتباهة واعتقد اني بدأت انجح بذلك عندما طلب رقم هاتفي قبل ان يكمل سؤاله اخرجت هاتفي ، بعد دخولي الى المنزل ارسل لي رسالة نصية يخبرني عن مدى لذة الكعكة ، وهكذا استمرينا بالحديث حتى دعوته لشرب قهوة في حديقتنا لان الجو كان مناسب .
والان انا اتحدث معه بحجة شكره لانه كان معنا طول الوقت ودعوته على العشاء غداً لنشكره ساخبر والداي لاحقاً بأني دعوته ، هو لم يتردد في القبول حيث وافق على الفور تحدثنا قليلاً بعدها حاولت ان اكون صارمة قليلاً فقلت له انني اشعر بالنعاس يجب عليه ان اذهب للنوم . وبالفعل خلدت الى النوم بعد تخيل وجهه الوسيم بشكل يثير استفزازي .صباحاً كان الكل قد استيقظ في اوقات متفرقة الا ان الفطور قد تأخر ليوم بما انها عطلة
تولان: حسناً اليوم عطلة فهمنا، لكن الن تشبعوا؟ اينام المرء بهذا القدر؟ هيا ياصغار الى الفطور دعوني اشعر بنشاطكم.
تمارة : امي حقاً؟ ياصغار؟ امازلتي تظنينا صغار فعلاً؟
تولان: اووه انسة تمارة متى كبرتي عزيزتي ؟ انتي لن تكبري مادامكي ابنتي .
راجي: هيا لا تماطلا فانا جائع حقاً .كان الكل متجمع على المائدة نزلت كادي تترنح مستمرة في التمثيل بانها تتالم منذ البارحة
تولان: حبيبتي لماذا قمتي يجب ان ترتاحي قليلاً فقد تعبتي منذ البارحة
راجي: لو توقفتي عن التصرف كطفلة صغيرة لما حدث كل هذا لك
كادي : حسناً فلنبدأ بأمي.لا يا امي انا اشعر انني نلت قسطاً كافياً من الراحة . ابي العزيز ماعلاقة النضوج بالحوادث التي من الممكن ان نتعرض لها في حياتنا؟
راجي: اوه لقد شفيت تماماً حتى انكِ بدأت بالمجادلة.
تمارة : لا اعرف هل سقط عقلك حينما سقطتي البارحة في الحمام ؟ لما من البارحة وانتي هجومية هكذا؟
ارادت كادي ان ترد عليها لكن ريان قاطع الجميع قائلاً: هل من الممكن ان تؤجلوا شجاركم بعد الاكل يمكنكم ان تقلبوا المائدة على بعضكم لا يهمني لان معدتي قد التصقت بظهري .
عم الهدوء اثناء تناول الجميع لفطورهم كل منهم كان مشغول بصحنه ، قاطع هذا الهدوء تمارة : اعتقد بأنه من الواجب علينا ان ندعو جارنا الياس الى العشاء لنشكره على مساعدته البارحة .
لم تعرف كادي تلك اللحظة ما تشعر به هل تفرح لانها ستكون قريبة ايضاً من الياس ام هل تشعر بالغيظ كون تمارة تتحدث هكذا بكل راحة عنه .
ريان : حقاً لا افهم لما تبالغون في ذلك الجار لقد كان في بيتنا فمن الطبيعي ان يقدم المساعدة لانه مجبر.
تمارة : من طلب اخذ رأي الاطفال هنا؟
لاحظت كادي غضب تمارة لمَ هي مصرة بشدة هكذاً فقررت انه دورها لاغاظة تمارة
كادي: ريان محق لا اظن انه شي ضروري لقد شكرناه بالفعل البارحة وانتهى الامر .
تمارة : اكرر ، من طلب رأي الاطفال هنا؟
كادي: امي ابي الن تقولا شيئاً؟
راجي: انا ارى ان ذلك الفتى حقاً لطيف لانه قدم المساعدة لم لا ؟ انه يستحق عشاء جميل.
تولان: وبالاضافة لذلك كما قال انه انتقل جديداً الى هنا فمن الواجب بالفعل ان ندعوه للعشاء وانتي يا كادي ستذهبين بنفسك لدعوته هل نسيتي كيف وقف الى جانبك البارحة ؟
وبدون تردد وقفت كادي: حسناً انا ذاهبة.
لم تستوعب تمارة ماحدث للتو ارادت ان تعترض لكن قاطعها والدها: عزيزتي تمارة بما انها فكرتك اظن يجب عليكي تجهيز قائمة بطعام العشاء لكي يتم احضاره اليس كذلك ؟
لم تقدر تمارة على الاعتراض لكي لا تكشف نفسها اكثر فأومت بحسناً واستمرت بتناول طعامها ورأسها قد ذهب مع كادي.
اما عن كادي فقد نست انها تمثل قفزت كالقردة نحو الخزانة اخرجت الطف مالديها من ثياب وبالطبع استعانت بالاختيار من صديقتها مادلين بارسال لها بعض الصور لكنها قررت بسرعة لكي لا يتم تغيير رأي اي احد . على الفور ارتدت ما اخرجته ورشت عطرها وبعض مسحات المكياج على وجهها وتوجهت نحو منزل الجار الوسيم .
بعد عدة طرقات فُتح الباب من قبل فتى كان يبدو قريب بالسن منها ظنت انه اخ الياس لكن لم تجد شبه بينهم
كادي: امم مرحباً
سام : اهلاً كيف يمكنني مساعدتك؟
كادي: هل الياس هنا؟ انا جارته
سام: نعم سيوافيك بعد خمس دقائق بامكانك الدخول والانتظار.
كادي بتردد: امم حسناً .
ارشد سام كادي الى غرفة الجلوس امعنت النظر بما حولها محاولة اكتشاف منزله ومعرفة ذوقه في الديكور لقد كان بسيط بطريقة راقية ، الوان هادئة واضاءة جميلة تريح النظر . جلست على الاريكة في حين ذهب سام لينادي الياس، عاد ثانياً وجلس هو ايضاً
كادي: ماذا تقرب لالياس؟
سام: انا صديقه في العمل لكنني المقرب خارج العمل ايضاً.
كادي: اها
دخل الياس وشعره مبلل من الواضح انه كان يستحم ياللحرج لقد اتيت راكضة هكذا بوقت غير مناسب ، هكذا قالت كادي في نفسها
الياس: اوه كادي كيف حالك ارى انك تحسنت؟
كادي: مرحباً الياس نعم لقد تحسنت لم اشعر ان شكري كافي لانك وقفت البارحة الى جانبنا لذا ندعوك على العشاء اليوم اذا كنت متفرغا ؟
الياس: بالتاكيد على الرغم انني اخبرت تمارة ايضاً انني متفرغ اليوم
كادي: لم افهم كيف؟
الياس: اعني اخبرتني من البارحة انكم تدعوني على عشاء شكر.
كادي: من البارحة؟
الياس: من البارحة نعم
كادي: متى البارحة
الياس باستغراب الم تخبــ . على الفور ادركت كادي ماذا يحدث فقاطعته
كادي: ااااه نعم نعم تذكرت اعذرني فانا مازلت مشوشة من البارحة .اذن اراك مساءاً الياس الى القاء.خرجت كادي بسرعة من منزله وهي لا تستوعب ماحدث انه وبالفعل لقد تبادلا الارقام لكن لماذا بهذا السرعة وما هذا الصداقة العجيبة هكذا. لذا قررت ان تذهب وتواجه اختها قبل ان تاخذه منها .
كانت تمارة منشغلة بقائمة الطعام عندما دخلت كادي مقررة التمثيل . ارتدت ملامح الهيمانة المغرمة على الرغم من حنقها وغضبها مما سمعت .
رفعت تمارة نظرها الى كادي التي كانت شاردة تداعب خصلات شعرها ناظرة الى الحديقة من خلال النافدة .
تمارة : اذن هل دعوته؟
كانت كادي تمثل عدم سماعها فاستمرت بالتحديق هكذا حتى كررت ما قالته تمارة: هيي انت ايتها الشارة؟
كادي: هممم ؟ ماذا قلت؟
تمارة : كنت اقول هل دعوته؟
كادي: نعم تمارة وكيف اعود بدون دعوته .
تمارة : ماذا يعني هذا الان؟
كادي: تمارة هل تساعديني ارجوك؟
تمارة: بم؟
كادي : اريد ان ابدو جميلة جداً ليوم ماذا البس كيف سأضع مكياج؟
تمارة: ومالداعي لذلك ؟
كادي: هياااا تمارة الم تفهمي؟؟ سيأتي ذلك الجار الوسيم ليوم اريد ان اكون بابهى طلة .
لم تتمالك تمارة نفسها : هل جننت انه يكبرك ب ١٠اعوام لمَ تحاولين لفت انتباهه انه يعتبرك ابنته خصوصاً بعد حادثة البارحة لقد كنت فعلاً طفلة لا اظنك ستلفتين انتباهه حتى .
كادي والصدمة مما خرج من فم تمارة للتو: حسناً ليعتبرني طفلته لقد احببته انا .
تمارة : لما لا تغلقين هذا الموضوع لكي لا يسمع ابي وامي وتعرفين ماذا سيكون عقابك ؟
كادي: حسناً تمارة ساكتب حبي لحبيبي الياس لاتقلقي لن اجعل والداي ينتبهان لهذا الحب الملحمي.صعدت كادي الى غرفتها والغضب ياكلها من الداخل ارادت الصراخ لما تفعله اختها لكنها لم تستطيع ببساطة . وبعد تفكير مطول قررت ان تحارب من اجل ما تريد ، لطالما عودت نفسها ان تفعل ماتحب وانها لن تندم على شي ارادته حتى وان كان شيء خاطىء لذا وضعت خطط لليلة اليوم سوف تملك قلب الياس...
...
أنت تقرأ
Between Heaven and Hell بين الجنه والنار
Romanceعندما نقول الجنه نعني السعاده ،الرفاه،كلما يسعدنا حيث نشعر بأجمل الاحاسيس وعندما نقول النار فنعني العذاب ،الهلاك ،القلق تدور احداث القصه بين اختان تمثل واحده الجنه بروحها والاخرى النار بشررها حين تكون النار هادئه فهذا يعني انها تنتظر بفارغ الصبر ان...