أخيراً مُت وذهبت للجنه

58 3 0
                                    





عِندما أنام أتمنى دائِماً أَن يُصبِح أبي جَيداً لِيومٍ واحدٍ فَقَط لا أَكثر ،
أُمي تَكرَهُني مرةً وَتُحِبَني أخرى ، لطالما أردتُ الهَرَب لِمَكانٍ أفضل، 
رُبما ألجَحيم يَكون أفضل مِن هذا المَكان فَهناكَ بالتأكيد سأرى بشراً مثلي وأُصادِقهم ،
لكنني ما زلت أخاف من فِكرة

" إنني وحشاً"

وحشاً ذو عيناً واحدةً ،
يُفزِع كُلَ مَن يراه ،
مِثلما فَعلت عِندما أتَت إبنَة خالتي لِلمَره الأولى وَكانَت الأخيره ،
نَعم لَقَد هَرَبَت خوفاً مني لأنني وحش...
.
.
كُنت دوماً أنظر مِنَ ألنافذه وَأرى ألأطفال يَلعَبون بِشيء يُسمى
"كُره"
على ما أظُن ،
وكانت تأتي سيارة البوظَه دوماً لِيَجتَمِع حولها الأطفال بِسعاده لِيحصلوا على قِطعه ،
كَم كُنتُ أُريد أَن أفعل مِثلَهُم لٰكن هذا
مستحيل !!
.
.
ذَهبت للصاله ورأيت أبي يَقوم بِضَرب أُمي كالمعتاد،
لَم أُساعِدَها لِأنني أعلَم أنني ألتاليه  ،
إنتَظرته ليَنهي شَره لأُساعد أُمي على الوقوف لٰكِنَهُ قام بِضَربي أنا الأُخرى ،

قام بِرَكلي عَلى مَعِدَتي وَمِن ثُمَ قامَ بِسَحب شَعري لِيَقولَ لي ساخراً :
"أَنتي لَستِ سوا شَيطانٌ ذو عينٍ واحده لا نفع مِنكِ"
، رَماني أَرضاً بَعد أَن أنهى كَلِماتِهِ التي يَظُن أَنه قَد جَرَحَني بِها لأتأوه قليلاً ،
حَسناً لا أستطيع أن أنكُر أنه مُؤلم جِداً
.
.
جَلَست في حَوظ ألإستِحمام الدافِئ اللَذي يَبعدني عَن جَحيم ألدُنيا وَأخذت أفَكِر بِطَريقه لِلخروج ،
نَعم هٰذِهِ المَره أُريد أن أخرُج ، أُريد أن أرى ما وراء ألجِدار ،
لَن أبقى عالِقه هُنا كُل حَياتي ،
هذا إذا سَأستَطيع ألعيش.
أخذت أُفَكِر بِعُمق لِتَخطُر على بالي فِكره جُهَنَميَه لا أستَطيع ألتخيل أنَني سَأفعَلها قَط!!
.
.
جَلستُ أمامَ المِرأه لِأرى إنعكاسي ألمُريب أمامي ،
وَكأن ذاتي تُكلمني مِن إنعِكاسي . 
كانت تَصرُخ بِألم وَكأن هُنالِكَ مَن يَبرِحُها ضَرباً قاسياً
نَعَم ها هي ذاتي تَظهَر أمامي ،
أمام نَفسِها التي لا تَستَطيع ألتَعبير عَن مَشاعِرُها وَالتي لا تَستَطيع طَلَب ألمُساعَدَه..
.
.
ها قَد أصبَح ألآن مُنتَصَف ألليل ،
إرتَديتُ مَلابِس دافِئه وَوَضَعتُ صَديقي
" نيس"
في جَيبي وَحاوَلتُ ألتَسَلُل مِن الَمنزل ،
ونَجوت بِأعجوبه ،
ذَهبتُ مُسرعةً قَدر ألإمكان لأبتعد عَن المَنزل كَي لا يَراني والِداي ،
رَكضْت وَرَكَضت حَتى وَصلت لِنِصف ألمَدينه ،
حَسناً أنا لا أعلم أي شيء هُنا ،
لَم أكُن هُنا قَط!
فَتَحت جَوفي عَلى وِسعِه مُتَأمِلتاً بِالأضوِيه ألتي هِيَ مُمتَده عَلى طول ألشارِع ، وَقلُت بِصَدمَه مَمزوجَه بِسعادَه :

" أخيراً مُتْ وذَهَبتُ للجنه "

حَسناً يَبدوا هٰذا غَريب لَكُم لٰكن هٰذِه ألمَره ألأولى  ألتي أرى فيها أشخاص بِهٰذا ألعَدَد ألكَبير ،
كُل ألأشخاص أللذين عَرِفتَهُم وَرَأيتَهُم في حَياتي كانو عِباره عَن :
أُمي
أَبي وَإبنَة خالَتي ألتي فَرَّة هارِبَةً مِني...
.
.
مَشيتُ في ألشَوارِع بِخُطى بَطيئَة لأَستَطيع ألتَأمُل جَيداً حَولي بِالمَناظِر ألرائِعه
حَتى وَصَلتُ ألمَنزِل
يا للهول !!!
ألأضوِيه مُضائه وَيبدوا أنه هُنالِك شُرطه لَدَينا !
لٰكن لِما؟
ماللذي حَدَث؟
هَل عَلِم والِداي إنَني خَرَجت؟؟؟
أم أنهم وَجدوا ذٰلك ألشيء؟
.
.
يتبع....

NOT A Story , its just who I Am Where stories live. Discover now