الفصل الثالث والعشرون#

22.4K 516 21
                                    

مهما تعدّدت النّساء حبيبتي
فالأصل أنت
مهما اللغات تعدّدت
والمفردات تعدّدت
فأهمّ ما في مفردات الشّعر أنت
مهما تنوّعت المدائن، والخرائط،
والمرافئ، والدّروب،
فمرفئي الأبديّ أنت
مهما السّماء تجهّمت أو أبرقت
أو أرعدت، فالشّمس أنت
ما كان حرفٌ في غيابك ممكناً
وتكوّنت كلّ الثّقافة، يوم كنت
ولقد أحبّك، في زمان قادم
فأهمّ ممّا قد أتى
ما سوف يأتي
هل تكتبين معي القصيدة يا ترى؟
أم أنت جزء من فمي؟
أم أنت صوتي؟
إنّي أحبّك، طالما أحيا، وأرجو أن أحبّك
كالفراعنة القدامى بعد موتي

دخلت نورا الغرفة بسرعه هى ومجدى
نورا بخوف على ابنتها: فرح يا حبيبتى مالك
سمعت فرح صوت والدتها رفعت رأسها من على ركبتيها
تشبثت بها فرح
فرح ببكاء: يا ماما كان فى حد بينادينى والله ما بكذب
كان عايزنى اروحله
بس مكنش بيقول فرح كان اسم تانى انا اسمى اى يا ماما
التفتت لوالدها بسرعه وهبطت من على سريرها
: انا مش أسمى فرح صح
وأخذت تهز والدها بقوه : قول يا بابا ريحونى حد يقول لى
احتضنها مجدى وهو يحاول تهدأتها
مجدى : بس يا حبيبتى دى تخيلات مفيش حاجة من اللى انتى بتقوليها
ابتعدت فرح عنه : انتو ليه مش عايزين تحكولى انا كنت عامله ازاى وانا صغيرة وكنت مع مين ليه مليش صور معاكوا
نزلت على ركبتيها أمامه وهى تغطى وجهها بيديها: متكدبوش عليا
انسحبت نورا من خلفهم لخارج الغرفة ومجدى جلس جوارها يحاول تهدأتها
دقائق ودخلت نورا للغرفة ومعها كأس عصير
نورا : خد يا مجدى خليها تشربها
هزت فرح رأسها بالنفى: مش عاوزه حاجه
مجدى بحنان : عشان خاطر بابا يا فرح اشربى دى
نظرت له فرح : وتحكيلى كل حاجه
اومأ مجدى بالإيجاب: هحكيلك بس اشربى
أخذت منه فرح الكأس وهى تشربه على دفعه واحده حتى كانت ستختنق
نورا : براحه يا فرح
انتهت فرح منها وأعطت لوالدتها الكأس
ومسحت فمها بظاهر يدها
التفتت لوالدها مره اخرى : احكيلى
مجدى بتوتر من هذا الموقف ولكن تحدث بثقه: انا بحب اسم ملك ونورا بتحب اسم فرح علشان كده اختارنا اسمك الحقيقي يبقا فرح ولكن كنا بنناديلك ملك وانتى صغيرة يمكن علشان كده حاسه أن ده مش اسمك
نظرت له فرح ولم تتحدث
مجدى: قومى نامى على سريرك
وقفت فرح واتجهت لسريرها صعدت عليها ووضعت الغطاء عليها
نظر مجدى ونورا بحزن لها وخرجوا من الغرفة
ومع خروجهم سقطت دموعها : مكنش ملك كان اسم تانى ليه بيكدبوا عليا

مجدى بهدوء: حطيتى من الحبوب فى العصير
اومأت نورا له : ايوه بس انا خايفه عليها يا مجدى
مجدى : متخافيش هتبقا كويسه المهم انتى افضلى اديهولها كل يوم
نورا بضيق: ماشي

كان ناصر يجلس بجوار إسلام يملس على شعرها
ظل يتذكر كلام أمير وما حدث معه
ولكن تفكيره اتجه إلى نقطة: هل فعلا أهله اعتبروه ميتا الآن أخبره أمير انهم لم يأتوا من أشهر وإسلام فقط هى الجالسه بجواره
تململت إسلام بنومها وهى تفتح عينيها
ناصر بابتسامة واسعه: اكده تخوفينى عليكى يا بت الناس
نظرت له إسلام وظلت ترمش كثيرا تريد أن تتأكد ان حبيبها هو الذى أمامها
سقطت دموعها وهى تهتف بخفوت: ناصر
ناصر بحنان : يا حبة عينه بتعيطى ليه
رفعت إسلام نفسها من على السرير الذى ترقد عليها واحتضنت ناصر بقوه
شعر هو بدموعها على رقبته
ضحك ناصر عليها : لو كنت أعرف انك هتحضنينى كنت موت من زمان
خبطته إسلام بقبضتها وهى تحاول أن توقف دموعها
تنظر اليها وتضحك ثم تبكى مره اخرى
ناصر : طب انتى بتعيطى ولا بتضحكى دلوجت
إسلام وهى تمسح دموعها : معرفش
احتضنها ناصر بقوه وهو يدفن وجهه برقبتها
: اتوحشتينى
إسلام بحب: جوى يا ناصر
وجدت الباب يفتح وأحد يدخل
ابتعدت بسرعه عن ناصر حتى كادت تسقط أرضا ولكن امسكها هو
أمير بضحكه: مش جادرين تستنوا لما تروحوا
أحمر وجه إسلام وهى تحاول ألا تنظر لأمير
ولكن شهقت وهى تشعر بيد ناصر تطوق خصرها ويجذبها له
ناصر : مرتى واعمل اللى انا عايزه فى المكان اللى انا عايزه كمان  
رفع أمير حاجبه وهو ينظر لناصر
أمير : مشكلتك انك تعبان لو كان غير اكده كنت جتلتك
ناصر بابتسامة: واهون عليك يخوى
ابتسم له أمير ولم يرد وهو يعود ادراجه
فقد أتى ليتأكد أن إسلام بخير ووجدها كما أراد

صعيدى يمااهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن