"البارت الثالث"

18.3K 323 64
                                    



كانت تسير فى الشوارع تنادى على ابنتها وهى تبكى
حالتها صعبه الجميع يشفق عليها
كانت علا تسأل كل شخص تراه عن ابنتها وتدعو كثيرا على عبد الله ولكن الجميع يبتعد فى اشمئزاز عنها
ولكن الذى لم تستطيع حسابه
هو ابلاغ أحد الأفراد عنها لمشفى الأمراض العقلية
فأتت السيارة وتوقفت أمامها
كانت تجلس على صخره كبيرة تنظر للجميع
وحين اقترب منها هؤلاء الأشخاص ظلت تحاول ابعادهم عنها وهى تصرخ بهم
علا ببكاء: بعدوا عنى انا مش مجنونه هاتولى بتى
وظلت تتحرك بعنف تريد أن يتركوها ولكن لم يستمع اى احد لها
وضعوها بالسيارة وانطلقوا بها إلى وجهتهم

تجلس تلك الصغيرة تنظر لوالدها الذى يبادلها النظرات أيضا
سألها عبد الله : مش عايزه تسألينى عن حاجه
هزت حلا كتفيها فى حيرة : اكيد انت عارف اى الحلو واى الوحش
فابتسم لها فهو منذ قليل قد اخبرها انها ستعيش معه
حلا بهدوء: مش هشوف ماما تانى
عبد الله وهو يتمعن بملامحها الهادئه: هتشوفيها بس مش دلوقتى يا حلا
بعد صمت لثوانى اومأت له ونامت على السرير تنظر لسقف غرفتها الجديده

عائدة من مدرستها فوالدها قد سجلها بإحدى المدارس وكالمعتاد لم تحب أحدا بها فأخذت تسير بمفردها
لفت نظرها طفل بمثل عمرها تقريباً يقف على بعد منها ينظر لها
ظلت تتمعن به وهى تسير وجدت نفسها تقترب منه وحين أصبحت قريبه ابتسمت له
حلا وهى تمد يدها له : أسمى حلا وانت
نظر زين ليدها الممدوده ثم لها ببرود واعطاها ظهره وابتعد عنها
حلا وهى تكاد تنفجر من الغيظ هى أول مره تمد يدها لأحدهم وهو رفض أن يسلم عليها
هتفت بصوت عالى وهى تدب الارض  بقدميها : مغرور
ابتسم زين بهدوء علي كلمتها وأكمل طريقه

مرت الأيام وتبعتها السنين
كان آدم يهبط السلالم لأسفل المنزل فى هدوء
فاليوم عيد مولده العشرون
سيعلم أخيرا ما محتوى تلك الملفات التى تركهم له والده
كان متشوق لرؤيتهم لمعرفة ما يوجد داخلهم ولكن ظل يصبر نفسه حتى آتى ذلك اليوم
أخذ الملفات من مكانها وهو يجلس أرضا
لا يهتم بتلك الاتربه أو ملابسه التى ستتسخ
فتح الملفات بهدوء وهو يقرأها بتمعن
بعد قليل من الوقت ظهر شبح ابتسامة على شفتيه
سمع صوت هاتفه يعلن عن مكالمه
وضع الهاتف على أذنه بدون أن يعلم من المتصل
جورج: آدم وينك يا زلمه مشتاقينلك
ابتسم آدم على صديقه: انا موجود انت اللى فين
جورج بضحكه: تعال عندى لك حاجه إنما أى زى القشطه
ضحك آدم على صديقه الذى يحاول تقليد لهجته المصرية
آدم: واى هى الحاجه اللى زى القشطه
جورج بحماس: اليوم اجوا بنات مشان عرض الأزياء تعال اختار معى ذوقك حلو
آدم: لا يا عم متشكر مش عايز
جورج بزعل مصطنع: بربى ازعل منك يااا تعال ولو
آدم وهو يستمع لإصرار صديقه عليه
آدم بسرعه : خلاص يا رخم انت مسافة الطريق
وأغلق معه الهاتف وأعاد بصره مره اخرى لتلك الملفات
حملها معه وهو يغادر المكان صعودا لأعلى

صعيدى يمااهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن