١٠. المدينة المحترقة!

180 26 6
                                    

الفصلُ العاشر | المُفارقة بين ما نقوله و ما نريد قوله تؤلم، و بين ما نظهره و ما نشعر به تُدمي!

***

- صباحُ الخير، كيف كان يومكِ البارحة؟

خواء! كان يومِي أجوفًا، لم أتقدَّم و لو خطوة واحِدة نحو أحلامِي، لم أشعُر بوجودي، لمتُ نفسي و كرهتها في كل ثانية. همتُ على وجهي أمشي كالبالغين و لكِن ضالة كطفل لم يتعلم المشي بعد. أنا لستُ بخير، بداخلي مدينة تحترق و أعضائي تستنجدُ من تحت أنقاض حربٍ أنهكتها، و لكن الظاهِر هادئ لدرجة مخيفة. أفكِّر في قتل نفسي و لكنني أشفق على أمي من الدموع و وجع القلب، لقد اختفي جزء منها يوم فقدنا جدتي، و لا أريدُ أن أكون سبب اختفائها بالكامل. أنا أدَّعي السلام حتى لا تنهارَ حياتي فوق رأسي. أنا أحتاجُ شيئًا لا أعلمُ ما هو! أوقاتٌ أشعرُ أنني أحتاجُ رجلًا أستند عليه يكتنفني بحُبه، و أوقات أشعر أنني أكره الرجال جميعًا و فقط أريدُ صديقةً تشدُّ على ساعدي و تقويني و تشاركُني أنغامي و ألحان كآبتي، و أوقات أشعر أن الصداقة كذبة و أنني فقط أحتاجُ الاعتماد على نفسي و البقاءَ وحدي! أنا فوضى، و الجميع يغادرون عندما يتأكدون أنه ليس بإمكانهم ترتيبي! لدي أحلام و لكنني حقًا تعبتُ من الركض خلفها، عيني ترى الأفقَ مفتوحًا لامعًا يلوِّح لي و يطالبني بالقدوم، و لكِن يدي مربوطة. أريدُ أن أصرخَ بأعلى صوتي و لكن و كأنني كالبكماء أصمتُ، و كم هذا مؤلم! كم أتمنى لو أستطيعُ محو بعض البشر من على وجه البسيطة، أو على الأقل أطالب بعدم رؤيتهم مجددًا. أنا لا أريدُ أحدًا يسألني عن حالي، لا أحدَ حقًا يريدُ أن يعرفَ ما بي، و أنا لا أجيدُ الحديث. هذه أنا كما لم أخبركِ.. المدينة المحترقة.. الهادئة جدًا.

= لا بأس به، لقد كان يومًا لطيفًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 09, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُحتوى للبالغين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن