هلْ يظنونَ أنهُ عندما حبسَ دموعهُ بداخل مقلتيهِ ولمْ يبكي فهذا يعني بأنهُ لمْ يتأثر ولم يحزن لم يتهمش لم يكسر لم يتجزأ لم يتبعثر؟
لقد مات داخلياً ضِحكتهُ العالية التي صدحَتْ أرجاءِ الغرفةِ بعدَ سماعهِ لصوتِ أشلاءِ فؤادهِ ترتطمُ بجدارِ صدرهِ لتُخلفَ بعدها رمادَ روحهِ إستطاعَ وهمَ الجميعِ بأنهُ بخيرٍ ولا يتأثرُ ليتهم يعلمُ كيفَ دموعهُ تحفرُ وجنتيهِ كل ليلةٍ وكف يدهُ تواسي عيناهِ بمسحها لزمرداتها التي تسيلُ متسابقةً للنزول .
عندما حبسَ دموعهُ تلك علم بأنه بلغ أقاسي مراحلِ الخيبة التي قتلتهُ بصفعاتها
واحدةٌ تلو الأخرى .