( يافتاح. ياعليم يارزاق ياكريم )
هذة الدعوات التي تطرق ابواب السماء كل صباح من فم آبي وتسمعها قلوبنا ونطمئن بها .. بينما على وجوهنا ملامح كئيبة فنحن بطريقنا الى (المدرسة) كنا سبعة اشخاص بالأضافة الى آبي الذي يقودنا بسيارة (هايلكس) ومن حسن حظنا ان جميعنا اجسام نحيفة نستطيع الازدحام. اوبالأصح ان الأماكن كانت نابضه بالحب نجد متسع لإحتواء بعضنا البعض ، يوماً يكتمل العدد ويوم ينقص مع صراعات التغيّب المدرسي خاصة بفصل الشتاء المُحرض للنوم ، الا آبي قلبه لايتغيّب عنا. بلا كلل ولاملل يستيقظ كل صباح من أجلنا ، لم اسمعه يوماً يلعن يومه ، او يتذمر من خدمتنا كان نظره ضعيف الا انه يُبصر امالنا. وحياتنا. ويسعى لها.
كان شتاء القرية.لايعرف الشمس ، يحتضن الضباب والمطر والورود ومساحات خضراء.ونباتات الله يُنبتها. بعيداً عن تدخل البشر. علاقة ممتدة لأزمان بين المطر والأرض كان أبي يقول "يد الله مع ايدينا نحن بنينا بيوتنا وزرعنا ارضنا.وصنعنا خبزنا نحن عملنا والله كافأنا ، الله لايسخر العباد والبلاد. لقوم نائمون ولايفتح الطرقات للمتكؤن "
. بالمدرسة. تعلمنا ان هذا شتاء وهو من الفصول الأربعة وهذة الفصول تحدث نتيجة دوران الأرض حول الشمس بينما اهالي القرية. يقولون انه الربيع. فهم لايعترفون الا بالربيع والصيف ، وحين نخبر ابي وامي بذلك يُظهرون لنا انها حقاً معلومة قيمة ولابد ان يقولوا. الشتاء بدلاً عن الربيع وبسرائرهم. يتمتمون .
"لقريتنا فصلين تحدث نتيجة دورانها حول المطر"
ولأني سمعت تمتماتهم بقلبي. اسميتة ربيع وتخيلت حقاً ان قريتنا. تدور حول المطر .
كنت اظن اننا. المدينة التي يصافح المطر قُراها صباحاً ومساءًا ونحرص ان نرى الأحوال الجوية. على التلفاز. كي نفتخر ان مملكتنا دولة. سخية ماطرة ، ونفرح بذلك. لاأذكر بأن المملكة اكرمها. جود المطر كي تغرق المدن وتذهب ارواح وتُمرضها ،!! ودراسة تُعلق !! ومع العلم اننا لم نكن نعرف ماهي الرياض ،جدة،الدمام،حائل ، الطائف الخ ، إلا من خريطة مادة الجغرافيا وخريطة الأحوال الجوية وسفر والدي .
بهذا الفصل لابد من توفر الفوانيس لأنه من المتوقع جداً انقطاع الكهرباء. وكلما. اظلم منزلنا. يأمرنا آبي بأن نخرج لنرى البيوت المجاورة وأمي ايضا تخرج معنا، اما أبي.يضل جالساً حتى نأتي له بالخبر. كان يقول ان هذا الظلام حقيقي بحياتنا فهناك مواقف سوداء ووجوة سوداء وقلوب سوداء لاتنتظرون تغُيرها ثمة نور بحياة اخرى ، وبالفعل حين نخرج نرى قرية اخرى انارتها مشتعله او سيارة عابرة لابد ان يكون هناك نور مثل ماقال أبي ، بينما امي تخرج معنا. لتُرينا هي النور وتبحث عنه معنا ، كان خروجنا هذا من طقوس الليالي المظلمة مثله مثل تقمصنا لدور الوحش وتخويف البقية.