- لا ياامي لايقسم الشعر هكذا مالذي تفعلينه بي ..
- حسناً سأجعل شعرك ضفيرة واحدة اثبتي بمكانك حتى انهي عملي ..
- انا سأمشط شعري بنفسي اذاً لا اريد مساعدة بعد اليوم .. ذهبت لأخواتي وهن يستعدين معي للمدرسة احداهن بالصف الثالث المتوسط والثانية بالصف الثالث الثانوي .
- كيف يبدو شعري ؟! احترت ماذا اضع له لأربطة .. اخترت الأسود مارأيكن ؟
- التفت الي وضحكن ، هذا الحماس سينتهي بعد اسبوع من اليوم .. ( الثالث متوسط )
- اذهبي لأمي لتعيد تظفيرة يبدو مبعثراً .. واسرعي لم يعد لدينا وقت .. ( الثالث ثانوي )
عدت لأمي واعادت ترتيبته وترتيب فوضويتي المبعثرة داخلي بلمسة يدها الحنونة ،
اليوم هو اليوم الأول لي بالمرحلة المتوسطة واخيراً اصبحت مع اخواتي بنفس المدرسة
انا متحمسة جداً،مرحلة مختلفة كم تمنيت ان اتخرج من الابتدائي وانتقل للمتوسطة ..! مرت بسرعة الحمد لله
سعيدة انني فارقت تقسيم الشعر والضفائر لتصبح ضفيرة واحدة منسدلة على ظهري ولبست مريولي الكحلي الغامق والحذاء المرتفع من الكعب .. ثم نفس عميق لأني في حينها اشعر اني كبرت وكسرت قواعد الابتدائية مع العلم انني احببتها بمعلماتها وفصولها ومقصفها وساحاتها الواسعة التي احتوتنا والعابنا المختلفة وشهادات التفوق التي تميزت بها حتى الحارس وزوجته وتوبيخهما لي عندما كنت اتأخر بالإنصراف
لكن لااريد العودة لها .. ارتديت عباءة الكتف كانت لأختي ( لأبي ) عندما رأيتها لاتريدها اخذتها وقصيتها بالمقص حتى ناسبت طولي والتي رفضت امي ان البسها لأنها تبدو مشقوقة لكني اصررت على ارتداءها لأني رايتها جميلة ومن ثم لبست الغطاء ( النقاب ) على وجهي الصغير والشنطه الملاصقه ليدي من الجنب ، لم اشتري شنطة الظهر لم تعد مناسبة لعمري .. - حاولت اختي ( الثالث ثانوي ) اقناعي ان هذه العباءة رديئة وان راينها البنات سيعتقدن انك فقيرة او انهن يضحكن على حماقتك لانك لم تخيطيها وتخفين هذه العيوب من الاسفل
لكنني لم اقتنع هكذا رغبتي بإرتداءها لو يوم واحد فقط .. سمعت ابي يضحك ثم قال : دعوها وشأنها ، انتظركم بالسيارة .. لاتتأخروا
فرحت كثيراً لان كلمة ابي حاسمة ،انطلقت الى السيارة وركبت خلف ابي ، انتظره يقول لي اي شي ، احتاج بهذه اللحظة ان يتحدث معي ويشجعني !! - انظر ياابي لقد دخل الباص الى القرية هل ستوقفنا عنده ؟! - لا اليوم سأوصلكم بنفسي !! اريد ان اراك تدخلين مدرستك الجديدة !! لتسعد عيني بك .. قاطعته عندما مررنا من المدرسة الإبتدائية ولوحت لها من شباك السيارة والابتسامة تملأ وجهي المغطى - مع السلاااااااامة ( بااااي )
بالسيارة كنا سبعة اليوم اصبحنا خمسة
اخي (الفنان) ترك دراستة وانتقل للمعهد المهني
واخي الاكبر مني بعام ترك الدراسة نهائياً بعد الإبتدائي وسقوطة المستمر ببعض المواد وعدم تقبله للمرحلة المتوسطة حتى ابي اقتنع انه لن ينجح .. نحن الخمسة ولدين وثلاث بنات .. الولدين اصغر مني لذلك اشعر بفرحة اني سأدخل المتوسطة وهما لايزالا بالإبتدائي ، هم ايضاً مقربين لأبي الاصغر مني ( سادس ابتدائي ) مرافق له ومعاونه ، حتى ان ابي بدأ يعلمه قيادة السيارة ويأخذه للمشاوير المهمة .. فقد الأمل بأخي الكبير الذي لم يتفق معه وحتى لايفقد بقية اخوتي اقترب منهم .. اما الاصغر منه وهو اخر العنقود ( رابع ابتدائي ) محبب لأبي وللجميع لكنه يحب امي اكثر ويفضلها عنا .. والبنات اختي بالصف الثالث ثانوي حبيبة جدتها كما نقول لها هي اختنا الكبيرة بالتأكيد لها جانب بالتربية في المنزل ببعض الاوقات نخاف منها اكثر من امي .. تهتم بنظافة البيت والترتيب ومجتهدة بدراستها ، يعتمد عليها ابي في كتابة الاوراق والخطابات لجمال خطها ، تختلف كثيراً مع اختي ( لأبي ) واخي ( الفنان )
طيبة جداً لكنها لاتظهر ذلك دائماً ابي يقول هي خيراً من الف ولد ويتمنى لو انها ولد ستكون خير عوناً له .. واختي الثانية ( ثالث متوسط ) تحب الأكل والضحك والبساطة وتكره الدراسة .. بهذه الفترة كتبت الشعر وكان فن جديد بعائلتنا الى جانب اخي المحب للعزف لكن لم نخبر احداً بقي من اسرارنا .. دائماً تكتب وانا اقرا واصفق واشجع انا لوحدي جمهورها .. ابي يدافع عنها دائماً خاصة عندما تُكثر عليها امي الطلبات بغسل الأواني او ماشابه .. وانا البنت الثالثة واصغر البنات المنطلقة اليوم لمرحلة جديدة واخوتي يضحكون ويسخرون مني ومن حجابي الذي لم اعتاد علية بعد .. - مساكين ستذهبون الى الإبتدائي ايها الأطفال ( كشفت عن وجهي واخرجت لساني عندما وصلنا لمدرسة الأولاد لأسخر من اخوتي )
اغلقا الباب ولم يتجادلان معي خوفاً من ابي .. اخذت مكانهما بجانب ابي في المفاعد الأمامية
حتى وصلنا الى مدرستي الجديدة ،
نظرت الى ابي بفرح - وفقكم الله سيكون يومكم جميل
ونبه اخواتي ان يهتمون بي -لاتخف ياابي انا اعرف كيف اتصرف - اريد التفوق كما عهدتك .. اومأت له براسي وابتسمت ..
هي الخطوة الأولى لمرحلة دراسية جديدة تبعتها نظرة اولى للطالبات من حولي .. اجتمعن طالبات المرحلة المتوسطة مع المرحلة الثانوية امتزج اللون الكحلي مع البني الذي كان اللون الموحد للثانوية .. النظرة الأولى لترتيب الطوابير وانتظامها مع كثرة الطالبات ولأننا بالصف الأول المتوسط قمن بتقسيمنا بالأسماء وتوزيعنا الى اول متوسط( أ ) و (ب) لم نكن بالإبتدائية الا فصل واحد لأن الطالبات من قريتين فقط اما الأن الطاالبات من جميع القرى المجاورة قرابة الستة قرى .. انها المصافحة الاولى لزميلات دراسة والمشاجرات الأولى والسباق على حجز طاولات الفصل اصبحت في فصل (ب) وقد اخذت المقاعد الأخيرة مع صديقات الإبتدائية .. بدأنا بالتعرف على المعلمات واستلمنا الكتب والمناهج الجديدة ، وقعت عيني على اللغة الإنجليزية الكتاب الجديد واللغة الجديدة ..مساحة الفصل صغيرة نوعاً ما واضاءة الشمس عالية تخللت من الشبابيك وملأت الفصل بالنور وخاصة انه بالطابق الثالث للمدرسة انتشرت بالفصل رائحة الملابس الجديدة والأحذية الجديدة والكتب الجديدة والحقائب الجديدة انها البدايات بروح جديدة .. دوّنت بعقلي كل مااحدث بهذا اليوم وعدت لأمي اخبرها انني وجدت طالبات اكبر مني و معلمات اتين من مختلف مدن المملكة ولايتحدثن كما تتحدث قبيلتنا ، تختلف لهجاتهن .. و ان هناك معلمة الجميع يهابها واخرى تهاب الجميع .. اجتمعت مع اخواتي بالفسحة ورأيت صديقاتهن .. اخبرتها انني سأختار صديقات لي رأيتهن بالفصل واريد مصادقتهن !! وهناك فتيات تحدثن معي يردن صداقتي لكني لم اعيرهن اهتمام .. !!
امي اين هذة القرية (.. ) وتلك القرية (..) سمعت طالبة تقول انها من قرية (..) هل هي قريبة منا !! ؟
لم انم افتش بالكتب وبعد العصر استيقظ ابي وقمنا بكتابة الطلبات المدرسية عدد الدفاتر والاقلام وكراسات الرسم ليشتريها
وجاء دوره لأخبره بيومي قلت له عن الكتب ومحتواها ، عن المواد الجديدة واللغة التي سنبدأ بتعلمها وحدثته عن الباص المدرسي ووسعة وكثرة مقاعدة كنت ارى النبات صغير والشارع بعيد بسبب ارتفاع الباص واني مررت بجانب منزل صديقتي ورأيت منزل تلك .. السائق قال انه يقف بوسط القرية ؟ لان الطريق الى منزلنا ضيق لايستطيع الباص الكبير العبور ؟ انها المرة الأولى التي اعود للمنزل مع رجل لانعرفه سائق الباص الذي يقودة بسرعة عكس قيادة ابي .. اخبرته ان حارس المدرسة ينادي بأسماء الاباء من المايكرفون عند خروج الطالبات .. وينادي بأسماء القرى عند وصول الباصات
