الرِداء الابيض

4 1 0
                                    

حين يصبح المنطق بلا معنى و الخيال معدوم و يمسك التناقض خيط الاحداث..
رجل طاعن بالسن يقف امام المئات من الاشخاص ليلقي خطاباً.. : منذ عقود.. ونحن نطهر هذه الدنيا من الفساد رغم حماقه قومنا و جهلهم بما يبطن هذا العالم!
يعتقدون ان اكبر المخاوف هو الموت و اذا اعطيناهم ربع معرفتنا عن ما يخفي هذا العالم لا رأوا ان الموت كان ارحم ، حققنا هدفنا في فصل العالمين لعقود من العاصين السحرة ذو المكانه اللتي لا تستحق ان تصاحب الحثاله بنفس المستوى !
ابذلوا جهدكم !
امنعوا اي تدخل!
يخرج الكاهن من الكنيسة.. و يتوجه لكوخ صغير في اخر الطريق يفتح الباب قائلا للفراغ : لقد عدت.. و بعد ان يدخل حركه باحدى اصابعه يُغلق بها الباب كانت بيئه الكوخ عاديه موقد نار مُطفئ ، سرير على الزاويه لكن المميز في الغرفه كانت مكتبه يعُمها الفوضى و اوراق في كُل مكان.. يذهب الرجل و يأخذ لنفسه مقعداً امام مكتبته قائلاً : عزيزتي احتاج لبعض الهدوء قليلا فأنا احاول ان اعمل..
ياخذ الرجل الريشه ليكتب : لِكل واحد منا جانب مُهشم،مَقتول،ضائع،مَنسي،لايُذكر و الجانب الذي نظهره هو غالباً لإرضاء ذاتنا الناقصه لنجعلها تعتقد انها قوية،المكتملة،الناضجة،المُكتفيه..
بعد كتابته لهذه الكلمات يؤلمه راسه ليتكرر عليه احداث ماضيه و يقول بصوت خفيض : لينُهلك هذا العالم ببعض الفساد ليترسب الظلم بكل مكان..

الوهَج الاَسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن