فتاة الليل

14.2K 913 264
                                    


~~~~~~~

ضحك بشرٍ بعدما نظر إلى المرآة وكانت تلك المسكينة قد أفاقت بفزع ، أقفل النافذة وإنطلق الى عمله ...

تقفز من شدة فرحها ، وأخيرا ولأول مرة قد وافق أحد على توظيفها ... لكن ولسوء حظها انه متجر وهذا يعني انها لن تترك النوم بتلك الزاوية حتى تجمع بعض الأموال...

في كل يوم بعد أن تستيقظ كالعادة على صوت سيارة ذلك المجهول المتطفل كما سمته تنطلق إلى عملها ولا تنتهي إلا في المساء ، تعود بحذر بما أن الظلام قد حل...

مضت أيام وأيام وبالنسبة لها حياتها تتغير يوم عن يوم بما أنها تعمل وتبني أحلاما جميلة ...

في إحدى الأيام لم يستطع النوم فإنتابه الفضول حول ما تفعله تلك الفقيرة أو لنقل جارته المسكينة

إستقام وعدل ملابسه جلس قرب نافذة غرفته وبدأ يدقق في كل ما تفعله ...

ركضت بسرعة حتى جلست في مكانها المعتاد إحتضنت جسدها بيداها من شدة البرد
بعثرت شعرها بيداها لتريح رأسها والإبتسامة لم تزح عن وجهها البشوش ...

ما هي إلا بضع دقائق حتى غطت في نومها ...

إبتسم بينما يراقبها وتكلم بخفة بينما عيناه تتأملها "مسكينة "
إستقام وعاد الى نومه

في هذا الصباح أراد عدم إزعاجها لكن الشيطان حقير ، وها هو كالعادة يبتسم بعد ما فزعت هي ...

هذا أول يوم ستأخذ أجرها به ولأول مرة ستملك مبلغاً تمنت الحصول عليه رغم قلته ...

عاد من عمله كالعادة ودخل غرفته لكن هذه المرة إتجه إلى النافذة وضع كرسيه ليراقبها ، لم تكن موجودة

قرر انتظارها فلربما تأخرت بالعودة ..

بعد مدة عادت من العمل وكانت تقفز كالبلهاء من شدة الفرح ...

أما هو وبينما كان يلعب بهاتفه سمع صوت من الأسفل أبعد نظره عن هاتفه وإبتسم قليلا لرؤيتها لكن بعد مدة تحولت هذه الإبتسامة لمحاولة عدم الضحك ...

فبالنسبة له حركاتها هذه غريبة وبشدة
جلست كعادتها تريد النوم و من شدة فرحها لم تستطع

فجأة جلست بسرعة وبدأت تكلم نفسها عن أي شيء يخطر ببالها أياً كان ....

يداها لا تكف عن فعل حركات بهلوانية في الهواء
وضعت يدها على فمها تخبئ ضحكتها ، حقاً لم تكن بهذه السعادة من قبل ...

أصبح لديه الفضول لمعرفة سبب سعادتها هذا
إبتسم بخفة بعدما رآها تقفز مرة أخرى وتدور حول نفسها كما لو أنها سندريلا " لطيفة "
لم يكف عن مراقبتها حتى غفت ...

مع الأيام كل يوم يراقبها ليلا وأصبح يطلق عليها فتاة الليل ...ويوقظها صباحا بصبيانية ...

لم يعلم أنه قد تخطى مراقبتها وأصبح مدمن على وجودها ....

جالس بإنتظار قدومها وجنونها كعادته ، للأسف هذه المرة ولسبب يجهله كانت حزينة بشكل لا يوصف جلست على الأرض محتضنة قدميها وبدأت شهقاتها بالتسارع ...

أفرغت القليل مما يتواجد داخل قلبها ومسحت دموعها بكفيها وإبتسمت بخفة كعادتها ... إحتضنت جسدها وغفت ...

آلمه قلبه لمظهرها هذا ولحزنها .... إستقام لينام لكن بكائها لم يفارقه للحظة تنهد بخفة وإستقام من مكانه ...

أخذ بطانية معه وخرج قاصداً تلك المسكينة التي يجهل عنها كل شيء غير انها فقيرة وتنام قرب منزله ...

وقف قربها وقبل أن يضع لها الغطاء تكلم بسخرية
" ما الذي يحصل معي لمَ أهتم لها؟ "
إلتف ليعود لكنه لم يستطيع فعاود الإقتراب منها ووضع عليها ذلك الغطاء ...

إستفاقت بخوف ظناً منها أن هناك من يود أذيتها...

فور إستيقاظها إبتعد عنها بسرعة و عدل وقفته وأعاد ملامحه الباردة واللعوبة ...

صرخت بوجهه بخوف بعدما رمت الغطاء عنها " ماذا تريد مني ، من انت؟"

ضحك بخفة بعدما وضع يداه بجيوبه " إطمئني لا أريد منك شيء "
تكلمت بغضب " إذا ابتعد عني "

إبتسم ونزل إلى مستواها أمسك فكها بيده وأدار وجهها كما لو أنه يحاول التعرف عليها وفجأة أبعد يده عنها بسرعة وتكلم بسخرية " لم أعلم أنها أنت ، ألا تذكرينني يا قذرة ، ظننتك فتاة مسكينة وأحضرت لك بطانية لكنك لا تستحقين"

بكل بساطة رمت عليه تلك البطانية وأجابته " لست بحاجة إلى أغراضك ، إبتعد عني وأتركني وشأني ، لست بمزاج جيد لمناقشة تفاهاتك"

إبتعد عنها وإتجه نحو قصره "لن أضيع وقتي على قذرة مثلك ... يمكنك الإحتفاظ بذلك الغطاء فعلى كل حال كنت سأرميه"

بعد ما اختفى من أمامها بدأت تلعن نفسها وهذه الحياة القاسية ، وقفت بغضب ممسكة بذلك الغطاء وإتجهت نحو سلة النفايات رمته بها بكل غضب والآخر يناظرها من الأعلى ، عادت إلى مكانها الصقت نفسها بقوة بالحائط وإرتمت بالإرض باكية ...

تنهد بقوة منزعج من نفسه ومن أفعاله الغريبة ، إرتمى على سريره "فل تذهب إلى الجحيم وما شأني انا"
....

***يتبع***

~نحن نتخيل لأجل تعويض حرماننا ~

شو رأيكم بالبارت ؟

شو توقعاتكم للبارت الجاي ؟ 😁

ما تنسوا الفوت ✊🏼❤

فتاة الليل /مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن