١

79 10 5
                                    

ولدت بتول في عائلة شعبية ، ليست ككل الأسر ، فوالدها لم يكن يؤدي مهامه على أتم وجه ، بل شوه صفة الأبوة و حرف من منصبه كأب ، فزرع في ابنته منذ عمر السنتين الحقد و الكره تجاهه .. نعم تجاه والدها و سبب كونها في الحياة ..
كيف لا تكرهه و هو الذي عيشها العذاب في سن كان اكبر آلامها خروج ضرس جديد و آلام السقوط عند الخطوات الأولى ...
فعندما كان الآباء يساندون أبناءهم على النهوض و المشي ، كان يصرخ في وجه امها اليائس عن أي صرخة تدعو للعب من تلك البريئة ... لم يكن لها ذنب لما تعيشه لكنها عاشته حتى سن العاشرة و ستعيشه حتى الممات (ربما) ...
أتتساءلون عن نوعية هذا الرجل .. سأخبركم : هو من ذلك النوع الغليظ الفظ،  الذي لا مكان للطاعة و العبادة في حياته بل بدّلها بشرب الخمر و القمار ، لم يعط الله قيمة بل تماشى مع درب الشيطان ... و عندما قرر الزواج بحث عن فتاة شريفة طاهرة ، ليتخذها زوجة ، و سندا ربما... لكن هذا فقط ما ظنه الجميع،  اما هو حقيقة فاتخذها دمية ، تارة يرميها و تارة يجلبها ليرميها من جديد .. 
و هذه الدمية و لعدم معرفة ما يوجد وراء الستار قبلت بذلك الشاب الذي طرق بابها بنية الزواج .. واتخذته زوجا لها ، خرجت من بيت أبيها فرحة و متشوقة لحياة زوجية سعيدة لكن السعادة غالبا ما تكون في الأفلام فقط ... وكانت آخر أيامها السعيدة تلك التي قظتها حرة في بيت أبيها...

🎀🎀🎀🎀🎀🎀

تزوجته ورأت وجهه أول يوم لها معه ، بان كل ما كان مستورا و لكن الأوان قد فات ، فلا مكان للرجوع ، شهدت في أول اشهر زواج لها ما لم تشهده في خمسة و عشرون سنة ، من ضرب و تعنيف و تهديد ...
أصبحت تلجأ لربها و تدعو بالهادية لزوجها الضال... ربما تتساءلون لماذا لم تعد لبيت اهلها و تطلب الطلاق _بسيطة_ .. نعم هي بسيطة و لكن ليس في قرية تعيش لشرفها ، فكان الكلام الذي سيدخل كل الأفواه حينها : "العيب فيها لا ريب فما الذي أخرجها من بيت زوجها أول أشهر زواج"
اتعلمون ما الذي منعها ايضا من العودة حتى لو ضربت كلام الناس في عرض الحائط.. كلام جدها الذي يعتبر كبير العائلة و أقسى أفرادها "لقد خرجت هذا البيت بالأبيض فلن تدخليه إلا بالأبيض_و يقصد به الكفن_"
من هنا أيقنت أن طريق العودة مسدود و لا ملجأ لها غير الصبر فأخذته دواء يشرب و كلام يقال ...

🎀🎀🎀🎀🎀🎀


ك

انت أسيرة قضت أيامها في عتمة و منعت حتى من زيارة والديها ، و كان مبدأ عائلات تلك القرية أن الفتاة بعد زواجها ترضخ لزوجها فلن يتدخل والداها في أي قرار يتخذه الزوج و كان قراره حجبها عن الجميع و حتى عائلتها ....
فما كان والديها إلا تقبل الفكرة و التضحية بفلدة كبدهم، فهي لم تعد ملكهم ، و لم تعد فتاتهم المدللة تلك .. 

SarahPark421
Imane_BD

الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن