٤

31 7 1
                                    

في ليلة ممطرة ، باردة ، موحشة ، دخل الاب كعادته يصرخ و يلعن ، و انهال على زوجته ضربا ، بتول المسكينة رقت لامها و وقفت في وجهه ، ليدفعها بيده الضخمة و يسقطها ارضا ..
ارتطم رأسها في الدرج ، و استحال لونه احمرا ، فصرخت الام  ، كانت بتول فاقدة للوعي و الاب في حالة ذهول فاخذت الام الهاتف من جيبه و اتصلت بالإسعاف ....

🎀🎀🎀🎀🎀🎀

دخلت الغرفة التي بها بتول في المستشفى ، و الدمع رقراق في مقلتيها .. مسحت على رأس ابنتها النائمة و قبلتها ، أخيرا استيقظت من سباتها ...
غادرت المستشفى للسجن ، في زيارة للمجرم الذي حجب الضوء من عالمها و هي التي قالت في بادئ الأمر ، سأعيش حياة أفضل ... لقد استدعى لرؤيتها ، فبينما قضى الوحش سنة في السجن كانت بتول قد قضتها نائمة على أنغام الآلات التي تشي أن القلب ينبض و العقل سارح ...
_ انا آسف ..
- هه ، عم تتأسف ، عن الألم الذي عشته ، أم ذلك الذي عاشته بتول ، أم ذلك الذي سنعيشه كلتانا ، كلما استدركنا الماضي ...
_ لقد أخذتني المعاصي ...
- و هل كان يجب وقوع حادثة توقضك ، هل كانت بتول هي ثمن توبتك ... حسبي الله و نعم الوكيل منك و من أمثالك ... ستعاقب عم فعلته بنا فالله يمهل و لا يهمل ...
لجأت الام إلى الطلاق بعد الحادثة التي وقعت و تاب الرجل في السجن بعدها ، رافقه تأنيب الضمير و هو الآن يطلب العفو من التي كانت زوجته ...
عادت لإخراج ابنتها دخلت لغرفتها فوجدتها تبكي ، مسحت آثار الدموع ما أن لمحت امها ...
_ انا آسفة يا ابنتي ما كان عليك أن تضحي بنفسك من أجلي ..  
- افديك بعمري يا أماه ...
حملتها للكرسي المتحرك ادت الضربة إلى خلل في النخاع الشوكي اصابها بالشلل .. خرجت من المستشفى و تركت الركض و المشي و القفز بداخله .. ربما ستظهر الصمود لكن امها تشعر بحالها و تتحطم الف مرة عند رؤيتها على ذلك الكرسي ...

الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن