-
انطلقت سيارة الأصدقاء نحو أحدى جامعات مدينة بيروت العريقة لم يمض وقت طويل منذ أن هدأت الأمور بين لبنان و إسرائيل لذا فأن الشوارع عند أطراف المدينة غالباً ما يكون بها عدد قليل من المدنين كان كل من الأصدقاء يلقي الدعابات المضحكة وسط تعليقات ساخرة و العديد من الضحكات هنا وهناك الشخص الوحيد الذي ظل صامتاً طوال تلك الرحلة كان (وليد) ذلك الشاب بارد الملامح الصامت في العادة هو في الواقع ليس أحد أفراد هذه الجماعة فقط هو مجرد دليلهم خلال تجوالهم في المدينة لكنهم رغم ذلك كانوا يعاملونه كفرد منهم (أميرة) و (فوز) و (ماجد) و (حسين) و بالطبع الشخصية الأكثر أهمية بين الجميع و المرحة دوماً (حنين) كانت فتاة ذات حس فكاهي و نظرة متفائلة للحياة هادئة في أحيان و مثيرة للشغب في أحيان أخرى نبيهة و فطنة و لديها نسبة ذكاء لا بأس بها كانت قد عاشت في بيروت عشر سنوات ثم انتقلت مع والدتها بعد وفاة والدها إلى أمريكا لتعيش هناك و ها هي ذا تعود بعد ما يقارب ثلاثة عشر عاماً مع أصدقائها الستة الذين كانوا معها في أمريكا خلال فترة دراستها طوال الثلاثة عشر عاماً و لم تفارقهم يوماً لقد كانت علاقتهم أخوية و كأنهم أبناء أسرة واحدة رغم اختلاف جنسياتهم و ألوانهم و بعد أن توفت والدتها في أمريكا شرعت (حنين) بفراغ في حياتها لم يعد لديها أحد من أقاربها الآن فلا تعرف من أقارب والدها أحد و لا من أمها لكنها تذكر في صغرها ابنة خالتها المتوفاة (إيمان) لذا قررت البحث عنها في لبنان أوصلتها الخيوط المتعلقة بقريبتها الوحيدة (إيمان) إلى أنها قامت بتغير أسمها إلى (ليزا) و أنها تدرس التصميم في أحدى الجامعات في بيروت لذا قررت الذهاب إلى هناك للبحث عنها حيث أصر أصدقائها على القدوم معها إلى هناك، بعد فترة من الزمن أوقف (وليد) السيارة مشيراً للبقية بأنهم قد وصلوا قررت (حنين) الذهاب بمفردها إلى الإدارة للسؤال عن قريبتها (إيمان) أو كما تُعرف بـ(ليزا) وعندما ترجلت مسرعة من السيارة كان هناك شاب ما بشعر أسود غامق مجعد و كثيف يراقبها عن بعد و يراقب الشاحنة التي أتت منها أبتسم ابتسامة جانبية عندما شاهدها تتوجه لداخل حرم الجامعة نحو كلية الفنون ثم قال بصوت أشبه بالهمس :
- لقد وصلت أخيراً .
وصلت (حنين) عند مكتب المدير طرقت الباب ثلاث مرات متتالية حتى سُمح لها بالدخول مدت يدها باتجاه المدير و بابتسامة عريضة قالت :
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
نظر لها المدير بنظرات باردة للغاية حتى أبرد من نظرات المدعو (وليد) ثم و بكلمات ثقيلة بدت وكأنها تخرج من طرف فمه قال دون أن يصافح يدها:
- و عليكم السلام .
أثار تصرفه الجاف و الفظ ذاك تعجب (حنين) فسحبت يدها بتوتر ثم قالت :
- عفواً حضرة المدير أنا أدعى (حنين علوان) جئت إليك لأستفسر عن شخص ما هنا في الكلية في قسم التصميم .
أنت تقرأ
أنا أراهم 2 ✔️
Horrorما تزال القصة لم تبدأ و ما يزال هناك المزيد من الأمور المرعبة بنتظاركم (حنين) التي تسافر للبحث عن (ليزا) قريبتها الوحيدة لتجد بأنها مختطفة من قبل سكان العالم الأخر ! و الشاب الغامض (و ليد) الذي يعرف اكثر مما ينبغي عليه ترى من هو ؟ بل ما هو ؟! شخصيا...