واعلم ـ سقاك الله شرابا طهورا ـ ان قوى النفس الاربع تجاذب الانسان اليها وتجرّه عليها كي يكون مظهرا لها ويتمثل قالبا لافعالها وليفعل ما هو صائر اليه ومقبل عليه ...
فالقوة العقلية نبي باطن ورسول خفي وولي تقي وحكيم رضي يدعو الانسان الى الصلاح والرشاد والحكمة والتثبت ويريد منه ان يكون جليس حضرة القدس وتلميذ عالم الانس لا يطلب الا الله ولا يرغب الا به جل جلاله.
والقوة الوهمية جبل من سراب وبحر في اغتراب وقلعة من حجاب من دخل مدنها تاه ومن تجول في طرقها ضل .
وهي تدعو الانسان الى الخوف من الاغيار والقلق والوساوس والاضطراب النفسي والجبن والتردد والقنوط ولو كان الانسان عبدا حقيقيا لما خاف من غير الله ولما اضطرب للدنيا .
والقوة الغضبية اسد ضاري وحيوان ساري ووحش كاسر من رافقها مفرطا مزقته الانياب وقطعته الاضراس وكثرت اعداؤه .
وهي تريد من العبد ان يكون سبعا مفترسا يخالف ويشاكس ويماري ويعاند ويضرب ويقتل .
والقوة الشهوية مهوى للخداع ووادي للضياع وبئر للمتاع وهي تجر صاحبها الى الافراط في الشهوات والغرق في الملذات والتمتع الزائد في الرغبات الى ان يضيع وقته ويحين اجله ولم يستعد للقاء الله تعالى .
وعلى الانسان السليم ان يمكن الاولى من نفسه ويعطي كل قوة حقها بلا افراط ولا تفريط والسلام .
🌷الشيخ علي المياحي