-مات أخي !!
في نفس اليوم سافرت عائداً إلى اليابان بلدي الذي هجرته منذ سنين , ذهني مشوش التفكير , وفؤادي معذب الضمير ...
أيعقل أنه مات بسببي ؟
هل أمنياتي الأنانية سبب موته ؟
هل كرهي له , وحقدي عليه سلط عليه ملك الموت ؟
بدأت أفكر وأفكر , وعذاب ضميري يمزقني إلى أشلاء ...
وما إن هبطت الطائرة حتى توجهت مسرعاً الى منزلنا ...
وصلت إليه منزلٌ كئيب , يكسوه النواح على فقدان صاحبه ...
دخلت غرفة اخي , و كأنني في حالة سكر , وفجاة بدأت أجهش بالبكاء , وبكيت كطفلٍ صغير ...
-أسفٌ يا اخي على تقصيري , اعتذر عن كل ماسببت لك من قلق , سامحني على أنانيتي , اعذرني على لؤمي و كراهيتي , أرجوك سامحني .
حزن الضيوف على حالتي , فتركوني وحيداً في تلك الغرفة , وحالتي يرثى لها من اليأس و الألم ...
لا أدري كم من الوقت مر وأنا ابكي و اطلب السماح من أخي , ولكن ما اعلمه أن أديل من عشت حياتي وأنا أفكر بها ... زوجة أخي المتوفى ...
طرقت علي الباب تطلب الدخول ...
مسحت وجنتاي المبللة , ثم سمحت لها بذلك ...
عندما دخلت كنت خافض الرأس , لا أجرؤ على النظر إلى عينيها ...
جلستْ بعيدةً عني , ثم قالت بصوتٍ مبحوح ...
-بما أنك عدت إلى اليابان , وتنوي البقاء هنا , سأسافر أنا إلى والداي , فلا أظنك تحب وجودي , و قد غادرت البلد بعد زواجنا.
صدمت , و تلقائياً رفعت راسي , انظر إليها وقد اتسعت مقلتاي , لا ادري هل انا متفاجئٌ مما سمعت أم أن حزني قد أثر علي ...
قلت ...
-تسافرين ؟!
هزت رأسها إيجاباً ...
-ولكن لم يمضي على موت أخي سوى ... لا لم يمضي شيء كيف تسافرين .
ندمت على ما نطق به ثغري , فما قلته آلمها , وجعل الدموع تنهمر على وجنتيها , الان نظرت إليها جيداً , هذه الحادثة جعلت منها زهرة ذابلة و وقد فقدت رونقها , وجهها شاحب البياض , مقلتيها حمراوتين , وتحت عينيها هالة سوداء ...
قلت محاولاً تهدئة النار التي اشعلتها ...
-أرجوكِ يا زوجة أخي اصبري قليلاً , و لا تسافري الآن , على الأقل إلى أن يجف قبره .
نطقت بكلمات متقطعه و بصعوبة ...
-أنا لا أريد ترك هذا المكان ... أنا أحبه ... ذكرياتي كلها فيه ... ولكنك هنا الان و علي اخلاء هذا المنزل لك .

أنت تقرأ
سرقتِ قلبي| ©2015
Historia Corta"حب حياتي و زوجة أخي ، إن عشت أنا و مات أخي هل ستتزوجينني ؟! " Lina Abdullah ©2015