كنت طالبة في الثانوية ،وكان لي اخ واخت وأبوان طيبان .
وفي عصر أحد الايام وفي طريق عودتي من المدرسة لم أجد في البيت غير أختي وهي أصغر مني.
وفي تلك اللحظة رن جرس الهاتف ، ورفعت السماعة ؟ وكان شاب على الخط ، حياني وقدم نفسه ألي .شعرت بقشعريرة ،تسري في جسمي وتصبب جبيني عرقاً واحمر وجهي.
لم أكن لاسمح لنفسي بالتحدث مع الغرباء ، ومن هذا الذي يريد التعرف علي،اطبقت سماعة الهاتف ومضيت لانجاز عملي اليومي.
ومرة اخرى رن الجرس ،ورفعت سماعة الهاتف مترددة ،وكان نفسة وقال بوقاحة :_لماذا قطعتي الخط..... أريد أن اتحدث اليك !
وكان أول اخطائي انني سمحت له بالتحدث يعني سكت ومعنى هذا انني أسمع له.ورحت أفكر في هذا الشاب ترى من يكون ؟ماهي غايته واسئله اخرى ؟
وكانت أيام الشباب حيث تموج آلاف الأماني والافكار ،وكان حب الاستطلاع يمور في اعماقي ،لقد كنت شابة في مقتبل العمر وريعان الصبا .
ومضت ايام وكان الوقت قريب الغروب عندما رن الجرس ....جرس الهاتف ،رفعت السماعة وبدا لي انه يعرفني منذ سنوات ،وهكذا كان يتصرف وهكذا كان يوحي كلماته !
وقال ان اسمه خسرو ،وانه الابن الوحيد في أسرته وانه انهى خدمة العلم وانه يقصد خطوبتي .
وخدعت ، ولجأت اليه وألى كلماته وتعلق قلبي به ، وأصبحت مهاتفاته امراً عادياً بالنسبة لي .
واذا صادف لم يتصل هاتفيا فانني أجن ولم يكن احد ليكتشف سر تلك اللحظات المجنونة .
ولم تبق الحقيقة خافية واكتشف اهلي هذا العار ولذا حذرني الجميع ألا العب بالنار !
ولكني لم ارضخ لأحد ولقد كانت وقاحة مني .
تماديت اكثر من هذا ،لقد اهملت دراستي وغسلت يدي من الدرس والمدرسة ؛وكنت مستعدة لعمل اي شي يريده .
واجهت أهلي جميعاً ،وكنت اذهب معه ندور في الشوارع وجلبت العار الأهلي من وراء ذلك .
وفي تلك الأيام جاء جيراننا ، جاءوا ليخطبوني من اهلي لابنهم المعوق.
كان ذلك الشاب انساناً طيباً مهذباً،وكان من الذين يتقون الله ويخافون.
وكان فدائيا (يطلق على معوقي الثورة والحرب لقب فدائي).
وكان صديقاً حميماً لاخي ،لكن قلبي كان من خسرو ولهاذا قلت بوقاحة :-
ان ابنكم معوق وأنا لا استطيع ان اعيش مع....
وشعرت بان قلب الشاب قد تحطم تماماً ... كاناء يلوري .وجاءت اسرة خسرو لتخطبني ألى خسرو ووقف اخي سداً وقال :
لقد حققت مسلكه انه انسان فاشل ومدمن على المخدرات وعاطل عن العمل ... انه لا ينفعك .ووقفت في وجه الجميع وصحت سأتزوج من خسرو وقلت لأخي انت تفعل ذلك لأني رفضت صديقك
قال أخي :
-أن لا تستأهلين ان تكون زوجة لذلك الانسان الرفيع ...وسوف تندمين اذا ما تزوجت من خسرو ،وعندما لن ينفعك الندم .
وقال اخي ذلك وغادر المنزل غاضباً ،وبعدها بعث رسالة من الجبهة ،طلب فيها من اهلي الموافقة على طلب خسرو .
وهكذا تزوجت في غياب أخي ،وكانت أيام سعادتي الزوجية هي الاسبوع الأول فقط .
وبعدها اكتشفت حقيقة خسرو وانه لم يكن سوى ذلك الذي وصفه أخي .
فزوجي لم يكن رجل عاطل وفاشل يمضي نهاره في التسكع وليله مع شلة من أمثاله .
وشعرت بالندم العميق فاضطررت لأن انطوي على نفسي لقد اخترت هذا المصير بنفسي.
مر أحد عشر شهراً على تلك الحياة ،وذات يوم واذا برجال الشرطة يقتحمون المنزل ويضعون القيود على معصمي خسرو.
وامضى خسرو خمسة ايام في السجن ليموت في اليوم السادس بسبب ادمانه على المخدرات .
هكذا غاب خسرو عن حياتي وترك بين يدي بنتاً يتيمة الأب .
لقد مرت أعوام على تلك الحادثة ، وكبرت ابنتي وراحت تمطرني باسئلتها عن الأب الذي سافر ولم يعد!
فهل اقول لها أنه كان مدمناً متسكعاً في الشوارع خارجاً على القانون والمجتمع والأخلاق !؟
وأنا الذي اخترت هذه الحياة المحطمة بارادتي ،ولقد تمنيت لو أه أهلي رموني في حجرة واغلقوا علي الباب فلا اتزوج من خسرو
ها أنا الآن في الثامنة والعشرين من عمري أرملة ليس لها في الدنيا سوى بنت يتيمة تبحث عن أبيها .
---------------------------------------
بداعت الغالي رأيك في القصة تصويت وتعليق ❤
أنت تقرأ
قصص الفتيات
Historia Cortaاللهم صلي على محمد وال محمد واله وصحبة اجمعين قصص عبر حكايات روايات لا تقرأها قرائة سطحية انما فكرياً وعاطفياً وروحياً