حكاية ابن ملجم

104 10 2
                                        


حكاية ابن ملجم عبرة ليعرف المرء فرق المحبة اللسانية أي الظاهرية والمحبة القلبية

بعد أن أصبح أمير المؤمنين خليفة للمسلمين كتب رسالة إلى عامله في اليمن وطلب منه أن يعامل الناس بالعدل والمرؤه وفي الختام طلب منه أن يبعث له أشخاص من خيرة وأفضل الناس لأمر خاص إلى أمير المؤمنين.

▫فإختار مئة شخص وإختار منهم العشرة الأوائل من الأفضلية وأحد هؤلاء العشرة كان ابن ملجم المرادي. وعندما وصلوا إلى الإمام وكان ابن ملجم رجلاً شجاعاً وفصيحاً متحدثاً تكلم مع الإمام بالنيابة عنهم جميعاً وقرأ شعراً نظمه بنفسه في مدح أمير المؤمنين (ع).

ومن ضمن كلامه قال: بأننا نفتخر أن تأمرنا ونحن بخدمتك وسيوفنا جاهزة لنحارب أعدائك .

طلب الإمام علي (ع) أن يقابله شخصياً فيما بعد سأله: ما أسمك ؟

قال: عبد الرحمن

سأله الإمام: ما إسم أبيك ؟

قال: ملجم

سأله الإمام: ما إسم قبيلتك ؟

أجاب: المرادية.

ثم كرر الإمام ثلاث مرات : هل أنت من قبيلة المرادية ؟

أجابه ابن ملجم : أجل يا أمير المؤمنين.

ثم قال أمير المؤمنين: ان لله وانا إليه راجعون ؟

وسأله: هل كانت مرضعتك يهودية ؟

وسأله الإمام: عندما كنت تبكي هل كانت مرضعتك تقول لك: إنك أسوأ
من عاقر ناقة صالح ؟

قال ابن ملجم: أجل أنه كذلك.

عندها صمت الإمام وأمر أن يستضيفوه . بعد مضي فترة مرض إبن ملجم

ولما لم يكن معه أحد في الكوفة يعتني به، ذهب أمير المؤمنين بنفسه ليعتني به حتى شفي تماماً.

ابن ملجم أحب أمير المؤمنين لدرجة قال له: يا أمير المؤمنين لن أتخلى عن خدمتك وسأمكث هنا.

فقال الإمام: إنا لله وانا إليه راجعون.

سأله ابن ملجم: ماذا تقصد من قراءة هذه الآية ؟

فأجابه الإمام: إنك ستقتلني.

دهش ابن ملجم من سماع هذا الأمر وفكر بأنه يحب أمير المؤمنين ولكنه لم يكن يعلم بأن الله يريد أن يمتحن الإنسان.

فضرب ابن ملجم على رأسه وقال: يا أمير المؤمنين أقتلني الآن حتى لا يحصل هذا الحادث .

فقال له الإمام : مازلت لم تفعل شيئاً كيف أعاقبك قبل أن ترتكب الجناية؟

منقول

اعمال يوميه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن