الفصل السابع

1K 41 0
                                    

الفصل السابع

غيمات صغيرة متدرجة الألوان بين دخاني ، وأبيض ، و أبيض مضئ تتوسط السماء ، تغيب الشمس خلفها حيناً ، وحيناً آخر  تظهر لتلسع جلدها الرقيق وهي داخل سيارة أجرة  في طريقها لمنزل والدته  .

وصلت سدن الي منزل أدهم القديم حيث والدته التي إستقبلتها بحماس وود حقيقي ، فبعد تعرفها علي سدن ورقتها ، أصبحت تحبها ، فالأخيرة تعاملها بنعومة وتساعدها وتهتم لأمرها ، تتحدث اليها بأحترام أذاب برودة قلبها ، تُقرب منها أدهم ولا تمنعه عنها .

" هل ذهب أدهم لمكتبه ؟ "
" لا بل ذهب الي فيلا حديثة وكل إليه مالكيها تصميم ديكوراتها ،  أين ريان ، لقد إشتفت إليه ؟ "
" لازال نائماً ، تعلمين بحبه للسهر "
إبتسمت وهي تناول حماتها كوب الحليب ، قررت اليوم زيارتها لتطمئن عليها ، ثم تمر علي والدتها قليلا فقد إشتاقت اليها.
بادرت سدن حماتها القول
" ما سبب مرضك أمي ! "
كسي الحزن وجهها
" حادث سير ، لقد كنت بين الحياة والموت  "
قالت مستفسرة
" حادث قديم "
" منذ سنوات ، لقد أعتزلت و أدهم كل شي ، أقاربنا ، جيراننا ، حينا القديم ، لنحظ ببعض الهدوء بعيداً عن الأطماع "
" لماذا قد يطمع بكم أحد ! "
قاطعت حديثها الخادمة لتخبر سيدتها بمن يقف علي الباب انتظاراً لإذنها.
" هناك رجل يطلب مقابلتكِ سيدتي ، يقول أنه والد ريان "
رمشت بعينيها قليلاً برهبة ، من أين علم بمكانها ؟ ، كيف ستأذن له بالدخول أمام سدن الآن.

" سدن حبيبتي ، أيقظي ريان ، أرغب بأن ينتظم في نومه ليلاً "
تعجبت سدن من طلبها ، فقد كانت تخبرها منذ لحظات بسهر ريان ولم تكن مستاءة من الأمر ، إمتثلت لطلبها بهدوء ودون مناقشة ، يبدو أنها تخفي سراً ، وهي لا ترغب بمعرفته علي كل حال.

دلف اليها - بوجه يملؤه التشفي - ينظر الي حالها  الذي إنتهي فوق ذاك الكرسي ، صرفت الخادمة سريعاً لتجابهه بشراسة
" ما الذي أتي بك الي هنا ، وكيف عرفت مكاني ؟"
جلس بصلافة مشعلاً سيجارته
" هل إنتهي بك الحال هكذا يا أم ريان ، أرأيت ماذا حدث لكِ فور إبتعادكِ عني ! "
قالت بإنفعال
" تباً لك ولقربك أيها الغبي ، لقد هربت من أفعالك المختلة "
هب من جلسته ليصيح بها
" لا تنسي أصلكِ يا فكرية وإلا قسماً بالله ، سأدمر منزلكِ الجميل فوق رأسكِ ورأس ولدكِ "
ثم إلتفت يميناً ويساراً ليقول
" أين ريان ؟ "
" نائم "
" أود رؤيته "
سحقت أسنانها توتراً ، فريان لا يعلم بوجوده علي قيد الحياة
" لا يستيقظ قبل المغرب "
عاد لجلسته
" سأنتظر اذاً "
" أدهم لن يرحمك عادل ، لقد أقسم علي جز رأسك لو رآك مصادفة "
ضحك عالياً ، ثم أطفأ سيجارته أرضا تحت حذائه غير مهتم بالبساط الفخم أسفله
" لن يستطيع فعلها ، ولدكِ الغر يخشاني وإلا لماذا هرب مني  ! "
ثم وقف مغادراً ليردف
" سأعود مجدداً فليكن الصغير بأنتظاري "
خرج وصفق الباب خلفه بقوة ، شروداً غزا وجدانها ، فهي الآن تواجه الماضي الأليم ، وتخشي من المستقبل الذي بات مجهولا ً.
والد ريان ، هل والده علي قيد الحياة ، لماذا أخبرها أدهم بوفاته اذاً ، هل يخفي عنها شيئاً ، نفضت الأفكار عنها ، ستسأله عن الأمر عندما تعود الي المنزل فلا تستطيع كتمان كل شئ عنه ، يكفيها أمر ياسمين  التي لازالت تخفيه .
" أتركيني سدن ، لقد نمت متأخراً اليوم "
دغدت رقبته
" لا ، ستستيقظ ، وفوراً ، لن أجلس وحدي ريان "
نزع الغطاء عن وجهه ليتأفف
" لو لم أكن أحبك !"
غزاها شعورا بالمرح حيال إفاقته ، علي الأقل ستهنأ قليلاً معه ، وتتعري أمامه لتكشف عن طفوليتها ، وتفاهة فكرها.

وردة ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن