مشهد اضافي للرواية

1.2K 67 13
                                    

مساء الزبادي .. اليكم مشهد ياسمين ومراد الجديد المنتظر .. اتمني يعجبكم .. هو طويل حبتين ..  استمتعوا🌷

                                        🌸🌸🌸🌸

رفع الليل ستائره بروية وتناغم ، تخرج الشمس بشعاع خافت ، يوم جديد من أيام الشتاء ، لا ، ليس الشتاء المعتاد ، إنما شتاء قارس بلا أمطار ، الشمس مجحفة في دفئها فتشرف عليهم بنورها وكفي .

ياسمين تلد ، وقت المخاض ، لم يستيقظ علي صرخاتها وإنما علي ضرباتها التي نالت من وجهه ، وقبضتها المحكمة حول شعره ، وفي النهاية زينت فعلها بصرخة إخترقت أُذنيه لتتسع عينه مستجيبة لذاك الصراخ .

" مراد "
لم أنتظر حتي تفقأ عيني ، أو ربما تسبب لي بالصمم ، بت أخشي علي نفسي ، قمت من فوري لأُبدل ثوبي في ثوانٍ معدودة تخللها تذمرها ، تقذفني بكلماتها
" لا أستطيع مراد ، الألم لا يطاق ، تباً لك ولابنك "
أغلقت أزرار قميصي بسرعة ، لأضع عليها وشاحا فلطالما كانت مستعدة لولادتها وتغفو جواري بملابس خروج فضفاضة تحسباً لهذه اللحظة .

" ليس ابني وحدي بالمناسبة ، ألم تتعجلي الأمر ، الآن تتذمري من آلآم الوضع ، تجلدي يا أم عابد "
تلفظتُ الإسم وأكاد ألكمها ، فهي من ستمنح أسم خالها لصغيري إمتنانا له ، خالها فوق رأسي لكن ليس لهذا الحد .
كيف سأزوجه وهو " عابد "
كيف سأقدم له ليتعلم وهو " عابد "
بل وكيف سأناديه ، الأسم يبدو كمن يرتدي آنية فوق رأسه بدلاً من قبعة .
ساعدتها علي الوقوف ، قبضت علي يدي وكأني سأفر منها
" مراد ، الحقيبة "
بدأتها بمراد بنعومة بينما الحقيبة كانت بدويّ شاب له شعري ، جذبتُ حقيبة تحوي مستلزماتها التي رتبتها ربما مائة مرة ، ثم أسرعنا نحو المشفي .

***

الهاتف يتوسد أذنه بيد وباليد الأخري يقود ، يهاتف الطبيب ، المشفي ، يرتب لكل شي سريعا حتي يصل .
أنهي إتصالاته فقالت وهي تجز علي أسنانها بقوة تعاني آلاما شديدة تلي آلآم من تعرض للحرق حياً .
" خالي مراد ، هاتفه ، أحتاج وجوده "
" ليكن هو ، وأعود أنا أدراجي "
أوشكت علي الفتك به
" ليس وقت شجار مراد أرجوك "
أمسك يديها بحنان ، يقدم لها القليل من الدعم
" هو كل عائلتك ياسمين ، سيكون جواركِ  "
أغمضت عيناها ودموعا خائفة ، متألمة ، تتسلل عبر رموشها
" ياسمين من تحملت الماضي بما يحمل من آلآم ، تخور قواها الآن، تحملي لأجل صغيركِ ، ستحمليه بعد لحظات بين ذراعيك ويهون كل تعبك حبيبتي "
أنهي كلماته مع صفه لسيارته حيث المشفي .
***
" أنتِ ، أريد كرسياً لا أستطيع المشي "
ثم صرخة أخري لإحدي الممرضات
" هل حضر الطبيب "
ثم صرخات مدوية وكأن إمرأة لم تلد من قبل مثلها .
إبتعد قليلاً عنها ، قليلا أكثر ، كاد أن يصيح
"  ليست معي ، لا أعرفها "
تماسك مراد أمام الممرضات اللواتي يعملن تحت إمرته ، وهم يواجهون زوجته لأول مرة .
فعلن ما أرادت ، أتي الطبيب وبدأت مشاجرة بينهما ، الطبيب يريد أعطائها مخدر يتيح لها رؤية طفلها ، بينما هي مصرة علي التخدير الكلي .
يهمس في أذنها
" ياسمين أرجوكِ ، هذا محل عملي ، لم تتركي أحداً إلا وتشاجرت معه  ، أرجوكِ حبيبتي "
أجابته بصرخة وقد أشتد المخاض
" سنراه معا فور ولادته ، ستسقط دموعك مع رؤيته وسماع صرخته ، لا تحرمي نفسك من تلك اللحظة ياسمين "
أقنعها ، نعم ، حمدا لله أقنعها .
يقف معقماً بغرفة الولادة ، كفها بكفه ، ينتظران طفلهما .

وردة ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن