الفصل السادس

1K 43 0
                                    

مساء الفل عليكم 🍥

رواية وردة ورق 🌸

الفصل السادس

الأنوار تزين أعمدة المدينة تُضئ ليلها الحالك ، الهواء المنعش بنسماته الرقيقة في آخر الليل تتسرب الي صدره ، فتح نوافذ سيارته ليعبث الهواء بوجهه .

تلقي إتصالاً وهو في طريق العودة لمنزله
" مرحبا أدهم ، لا ، لقد أنهيت عملي للتو ، حسناً ، لا بأس ، سأمر عليك "
أنهي مراد إتصاله ليُبدل وجهته نحو مكتب أدهم .

مكتب بسيط بتصميمات قوية تشبه روح مالكه ، بين اللون الأسود للأثاث ، والمقاعد ، واللون الأبيض الشاسع للجدران ، الأسود بقوته وأناقته ، والأبيض بِرُقيّه وإتساع رؤياه.

عانقه مرحباً به
" أهلاً بالطبيب "
إبتسم مراد بعد أن إتخذ مقعداً يُريح قدميه فوقه
" تبدو منهكاً "
" هذه عادتي دوماً بعد يوم طويل بين المشفي والعيادة "
" والجامعة ! "
" نحن في إجازة أم نسيت ! "
لامس جبينه مستذكراً
" لقد تخرجت زوجتي ، إعذرني نسيت "
جلس أدهم فوق مكتبه
" لا عليك ، ياسمين أيضا ستنتهي من دراستها العام المقبل "
تأفف أدهم عندما جاء علي ذكر ياسمين فقال
" أعانك الله "
ضحكت عيني مراد
" لم أستشعرها من قلبك ، إدعو بقوة "
شاركه الضحك قائلاً
" كنت أراها ليلاً تلقي بملاقيط الغسيل فوق رؤوس المارة "
" حقا ! "
شعر بضيق مراد من كلماته
" لم أقصد الإهانة مراد صدقني ، هي كأختي ، انا آسف لو تجاوزت "
عبس مجيباً
" هل يسُبها أحدهم  ! "
" سباباً بذيئاً "
" عليّ إيقاف الأمر "
" لن تستطع "
" بل أستطيع "
" ستعلم بأني من أخبرتك "
" هل تخاف منها ! "
نظر أدهم أرضاً ،يحك ذقنه ، ليجيب بصدق
"  أجل "
إبتسم مراد من خوف رجل بقوة أدهم من زوجته
" أنت لم تجرب سلاطة لسانها "
رفع كفه معتذراً عندما لاح الغضب فوق وجه مراد
" آسف مجدداً ، هل تشرب شيئا "
" لا "
" ما رأيك بمباراة جديدة بدون صراخ الصغار  "
ثم أشار برأسه نحو حاسوبه ، ليقترب من مكتبه ويُخرج أذرع اللعبة ، لينته بهم اليوم مع أذان الفجر ، وسط سخط سدن التي تأخر عليها زوجها ، وإرهاق مراد الذي ينتظره مرضاه صباحاً .

-------------------------------------------

طوي مراد ورقة بيضاء مزينة بخط والده ، حفِظها بداخل مرجع علمي بيده ، أسند رأسه الي وسادته ، مسترجعاً يوماً عصيباً ، أُهدرت به كرامة والده ولم يستنكر فعلتها .

يختار أثاث منزله الجديد بصحبتها ، أثاث حديث ، ثمين ، تشير بأصابعها الي غرفة نوم أنيقة
" ستكون رائعة لمنزلنا الجديد مراد "
" كبيرة الحجم مريم "
" بإمكاننا التحكم بحجمها ، عند إختيارنا للمنزل الجديد ستكون ملائمة "
همس بأذنها
" لن أترك أبي وحيداً ، و أبحث عن منزل آخر "
قالت بحدة
" إذاً إبحث عن عروس جديدة "
وإستدارت لتغادر متجر الاثاث علي الفور ، لحق بها
" لا يصح ترك أبي بمفرده ، لن أطمئن عليه و أهنأ البال وهو وحيد ، ماذا لو أصابه مكروه ! "
هاجمته بقوة
" بل يصح أن أمكث معه أنا ، يكفي عملي ، الموازنة بين عملي وزواجي تُرهق تفكيري لتزيد الأمر برعايتي لوالدك و أنا عروس ، لن أُمرض أحد ، لن أقوم علي خدمتك ووالدك ، إنس الأمر مراد "
أشار الي سيارته لتصعد ، لم يتبادل معها الحديث مجدداً ، لقد ظن للحظة بأنه قادر علي إقناعها ، لكن يبدو أن زحزحة الجبال أيسر من إثنائها عن رأيها .

وردة ورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن