ليلة من ليالي الصيف الباردة
في ليلة طويلة يغمرها الهدوء والسكون لا أحد سوانا أنا و أفكاري.
أخرج من جسدي لأ تركه منشيا على السرير تعبث به الشياطين .
أنطوي على نفسي في زاوية الغرفة لتعانقني أفكاري بكاء هستري ،ألم ،كره وأنت مجددا تضع يدك على جروحي .
لمذا أنا بهذا الضعف ؟
ما سبب كره أمي لي ؟
لمذا أنقض نفسي من الإنتحار كل مرة ؟
هل كرامتي أيضا تكرهني وهربت مني ؟
لمذا الحياة تدير ظهرها لي ؟
ما سبب سخرية السعادة ؟مني إنها مثل الفرشات تأتي فقط مع الزهور ومدتها قصيره.
أمي ،أمي أرجوكي ما بيدي حيلة خلصيني من هذا الإكتئاب إنه أكلني بشراسة ترك مني فقط قلبا لعينا يضخ بإسمه يا أمي .
في السابق كنت أنتظر الصيف بفارغ الصبر ،وأحب لياليه ،فبينما أمي تعد الطعام انا في حضن والدي ،أطرح عليه أسئلة سخيفة يضحك ويداعبني ،نجتمع على ضوء النجوم وعلى ذكريات والدي في زمن السبعنيات ،أحبتت هذا الزمن دون أن أعيش فيه ربما كان زمن خال من الضغوطات النفسية والسعادة هي رسالة حب من حمام زاجل.
إنتصار! حان وقت النوم .
كنت أكره هذه الجملة بشدة أذهب لغرفتي بصعوبة .عنيدة ولم يتغير عنادي الى الآن .
أجلس في شرفة غرفتي أعانق دميتي المفضلة أرسم أحلام زهرية للمستقبل كأن أسافر كل العالم وأبني منزلا زهريا ،أما سيارتي فستكون من النوع الفاخر وزهرية اللون أيضا ؛كان يخيل لي أن حياتي ستبقى سعيدة ومشاكلي ستكون بسيطة كأخلدي للنوم.
كانت تراودني بعض الأسئلة مثل متى سأموت ،الموت هو أكبر مخاوفي ذلك الوقت . وهل أحلامي ستبقى زهرية ولا تتغير؟ وإن سأتعرض للأشرار مثل أفلام الكارتون ،وهل سأجد فارس الأحلام الوسيم كأمرات ديزني .
أطيل البقاء في الشرفة حيث الدفئ والهدوء والراحة ثم أخلد للنوم؛كنت أخاف الكوابيس دائما ما أرى أمي تركتني ولم تنقذني من الوقوع في جب الذئب ،أري وحشا بشعا أسودا ذو أنياب حادة يطاردني ويوقعني بين قبضتيه ،أرى نفسي تائهة في غابة كبيرة ومخيفة ؛خائفة ،ضائعة ولا أحد معي ؛لا أحد .
والآن أنا كبرت الحياة بدأت تميل للسواد ،أحلامي تبخرت وما أعيشه الآن سوى تحقق لكوابيسي التي لا طالما كنت أخافها .
أمي أصبحت قاسية ورمت بي في أيدي المتحرش بل وتصدقه أيضا غريب أعلم .كانت أول صفعة لي من الحياة .شكرا
الصفعة الثانية ؛أدركت أن ذلك الوحش البشع هو الإكتئاب وتلك الغابة هي الحياة
أدركت أيضا أن الزهرية ذهبت مع الطفولة ؛ولا وجود لفارس الأحلام المثالي بل فارس أحلام مؤقت وأن السعادة ذهبت مع أفلام دزني .
يقال أن المرء يسقط ،يتعلم ثم يتغير
سقطت ، تعلمت الكثير في كل عثرة درس وكل جرح إختبار صعب ،تغيرت لم أعد كالسابق كنت الفتاة الحيوية المتميزة التي تكره السقوط ،الحنونة التي كلما رأت والدها غاضبا تقبله وتسعى جاهدة لجعله يبتسم ، التي تخاف الموت و تكره الأدوية ،تقدس التجمعات العائلية وتخاف الجلوس وحيدة والظلام .
والآن أنا كومة من البئس ،الخروج من غرفتي أصبح صعبا ،أحب والدي جدا لكن أصبحت بيننا مسافات تؤلمني فحتى تعبيري لحبي له أصبح صعبا ، التجمعات العائلية أصبحت تزعجني أصبحت أنزعج من الحديث وصوت الضحك ، الآن أاخد كل مضادات الإكتئاب والأدوية بكامل الرضى ودون إلحاح من والدي ،لم أعد أخاف الموت أنا أحاول الإنتحار مرات عديدة في اليوم ،شرفة غرفتي التي كنت أقضي فيها أوقاتا طويلة أتنعم بليالي الصيف الدافئة وأرسم أحلامي الزهرية وطموحاتي ،أصبحت الآن مؤتمر للأفكار السوداوية ،الإنتحارية والمشؤومة أترأسها أنا وضميري الميت .
حتى ليالي الصيف التي كنت أنتظرها طيلة العام أصبحت باردة يسودها الظلام برائحة الإحتراق .
النهاية🥀
نهاية الكتاب: لم أتطرق للعديد من الموضيع لأنني في وضعية حرجة كل ما أكتب شيء أجد نفسي أتحدث عن الإكتئاب والحب .
كان هدف الكتاب هو التحدث على ما نعيشه شباب اليوم من ضغوطات نفسية جراء ظلم الجهل لنا فمجتمعي للأسف يلقون اللوم على المثلي متجاهلين تماما الأسباب الحقيقية لشذوذه كالإغتصاب في سن الطفولة وأسباب علمية كزيادة الهرمونات الأنثوية للذكر .
أما الضغط الكبير يعود لنا نحن الإناث نحن نعاقب يوميا لأي خطأ كان لدرجة أن حياتنا أصبحت جحيم وبعدها يقولون "الإسلام أعطى المرء كل حقوقها "حسنا لا شك في ذلك لكن الإسلام أوصى بالنصح وعدم إجبار أي شخص كان على العيش وفق مبادئك ،أيضا عدل بينهما من حيث العقوبات "الزاني والزانية فإجلدوا كل واحد منهما 100 جلدة ".
لكن للأسف مجتمع ذكوري يتجاهل كل أخطاء الرجل ويركز على المرأة ،ويسعى جاهدا لإنهاء حياتها ومستقبلها لأي خطأ كان.
أتمنى أن يكون قد أعجبكم 🥀❤.