|11|

102 7 4
                                    

أسمع صوتًا يأتي من المطبخ يخبرني أن الغداء قد أُعد، و لكن أبي لا يأتي سوي الساعة السابعة، إذًا من بالداخل؟، حاولت الإقتراب من المطبخ و لكن كلما أقترب أشعر بخوف كبير، بدأت أسند نفسي علي الحائط حتي وصلت للمطبخ مددت يدي فقط لداخل المطبخ بينما انا مازلت خلف الحائط، لأسمع صوت أمي يصدي و هي تقول:

-لمَ تقف بعيدًا؟، أقترب يا صغيري.

كيف؟، لقد ماتت أمي منذ سنتين في حادث إرهابي مروع و لكن كنت أريد رؤيتها مرة أخري، فقط مرة.
أخرجت رأسي و انا أنظر لتلك المرأة التي تقف أمام الموقد، ألتفتت لي و بالفعل كانت أمي، عانقتها بقوة كبيرة و أنا أدفن وجهي في ملابسها، لتبعد وجههي بلطف و هي تقول:

-مرحبًا يا صغيري
-لماذا تركتيني؟
-لم أتركك، أنا معك في كل مكان، آلا تستطيع أن تراني و تلمسني؟
-نعم
-اذًا انا موجودة

لأبتسم لها بخفة، لتردف:

-أنتظرني علي الطاولة و سأجلب الطعام

خرجت من المطبخ و أنا أجري نحو الطاولة، جلست عليها و علي وجهي اكبر ابتسامة ممكنة، حسنًا ربما هذا خيال أو جنون و لكني مستمتعة بوجودها معي حتي لو انا الوحيدة اللي تراها، ففقدان الأم صعب بشكل كبير و لا أعتقد أنني أريد الأستمرار بهذا الأمر.
بعد ثوانٍ جاءت أمي و هي تحمل طبق، وضعته أمامي ثم جلست بجواري تبتسم، لأسألها:

-و أنتِ؟
-لست جائعة صغيري

شرعت في تناول الطعام و بين كل لحظة و الأخري أنظر لها و أبتسم، دقائق و أضاء أسم أبي علي الهاتف، لتهمس لي أمي:

-لا تخبره أنني هنا

لأهز لها رأسي ثم أجبت علي الهاتف، ليردف أبي:

-مرحبًا صغيري لقد أقتربت من المنزل، كما انني أظن أنك جائع سنتناول العشاء مع بعضنا اليوم
-حسنًا ابي، أنتظرك.

أغلقت الهاتف و ثواني ثم شعرت برأسي يؤلمني، كانت أمي تنظر لي و هي تبتسم ثم قالت:

-لا تقلق

فتحت عيناي و كنت في سريري، خرجت من الغرفة لأجد أبي يشاهد التلفاز، لأجلس بجواره

-لم أكن أعلم أنك تستطيع الطبخ بهذة المهارة
-ماذا؟
-أقصد الطعام المُعد في المطبخ، لقد كان طعام والدتك المفضل.

صمت قليلًا ثم أكمل:

-عندما تناولته شعرت كأنها من أعددته، حقًا أفتقدها.
-أنا أحبها
-و أنا أيضًا

لأنظر للمطبخ و أبتسم بهدوء، أعلم انها تراني الآن

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 13, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الداهسونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن