أروع مكان في العالم ؟!
「١」
في إحدى الحدائق الجبلية ... كان يقف شاب بمظهر عشوائي في شموخ و يمسك في يده آلة تصوير بمواصفات عالية ... لا تناسب هيئته المهملة ... يحاول تصوير البحر مع منظر الغروب البديع ... منظر لا يمكن تفويته و لا حتى إبعاد أنظارك عنه.
و بينما كان في قمة اندماجه بدأ يسمع أصوات أطفال و هم يلعبون ... أصواتهم كانت مزعجة و مشتتة لكنه قرر تجاهلهم و حسب ... و حين أراد أن يضغط على زر التصوير اصطدمت به فتاة ما كانت تلعب مع الأطفال عن طريق الخطأ لتسقط منه الكاميرا.
حاول إمساكها قبل سقوطها للمنحدر إلا أن الآوان قد فات فقد سقطت قبل أن يمسكها و يتمكن من إدراكها.
نظرت الفتاة إليه ثم قالت بمرح و لا مبالاة و هي تبتعد عنه : آسفة.
لم تلحظ تلك الفتاة أنها اسقطت كاميراته فركضت لتكمل لعبها مع الأطفال إلا أنه أمسكاها قبل ابتعاده ثم نظر إليها نظرات حاقدة و قال : و هل تعتقدين أن الإعتذار كافٍ أيتها الجاهلة !
شعرت بالخوف من نظراته فقالت له بارتباك : ما بالك ؟؟؟ ... أنا حقا لم أقصد ..
و قبل أن تكمل حديثها قال لها في غضب مشيرا لأسفل المنحدر : أنظري ماذا فعلتي بكاميراتي أيتها الحمقاء !! ... لقد أسقطتِ للتو مصدر رزقي الوحيد !! ... كيف سأعمل و أحصل على المال بدونها أخبريني !!
قالت بخوف يخالطه شيء من الندم : أنا ... فعلا آسفة ...
تحدث بنظراته الغاضبة و بتهديد : إن كنت فعلا آسفة ... فاحضري لي كاميرتي حالا !
نظرت لأسفل المنحدر ثم أعادت نظرها إليه و قالت بابتسامة و خوف : أنت تمزح بلا شك ...
- بالطبع لا أمزح !!
كان يحيط بالحديقة سور عال إلى حد ما يحول بينهما و بين المنحدر و كان كلاهما يقفان عنده ... فقالت مشيرة للسور بثقة : لا استطيع القفز من السور فهو عال كما ترى !
نظر إليها ببرود ثم حملها فجأة و وضعها خلف السور و قال في جفاء : ليس لديك اعذار الآن ... هيا اذهبي و احضريها !
نظرت لأسف المنحدر حيث الكاميرا ... كان المنحدر شديد و من الصعب عليها النزول و التقاط الكاميرا ... فقالت له في ترجي : أرجوك دعني و شأني ... لا أريد أن أمووت !!
- و أنا أيضا لا أريد أن أموت من الجوع و الفقر ... هيا كفاك دلالا و احضري الكاميرا !!
أنت تقرأ
قصة || أروع مكان في العالم ؟!
Short Storyلكل منا مكانه المفضل و الذي يعتبره الأروع في العالم .. و لكل منا سبب في اختياره لهذا المكان. نشرت في يوم السبت : الموافق : ١٥ يونيو ٢٠١٩ م ١١ شوال ١٤٤٠هـ انتهت في يوم الثلاثاء : الموافق : ١٨ يونيو ٢٠١٩ م ١٤ شوال ١٤٤٠ هـ