# الجزء الثاني #

248 35 202
                                    

أروع مكان في العالم ؟!

٢

في اليوم التالي و بينما كانت نائمة اخذ هاتفها المحمول بالرنين ... استيقظت بتكاسل و ردت على المتصل التي لم تكن سوى مديرة إحدى الاعمال التي ستعملها.

قالت لها بانزعاج : أين أنت أيتها البليدة !! ... لم تأخرت كل هذا التأخر ؟؟

سكتت لوهلة باستغراب بينما تابعت الأخرى و هي تقول : الساعة السابعة و النصف !! ... تعالي حالا !!

ثم أغلقت الخط في وجهها ... نظرت لشاشة هاتفها المحمول في سخط ثم قالت : تبا لم علي العمل منذ الساعة السابعة ؟!

فبدلت ثيابها بسرعة و همت بالخروج ... نظرت والدتها إليها باستغراب و قالت : إلى أين يا عزيزتي ؟؟

- إلى العمل !!

تعجبت الوالدة كثيرا مما سمعته ... فابنتها مدللة و لا تفكر أبدا بالعمل ... لكنها ظنت أنها تود تغيير روتينها ... فتركتها وشأنها.

بالنسبة لها فقد وصلت لمقر العمل ... و فور وصولها أخذ الجميع يعاتبها لتأخرها ... و في النهاية اضطرت للاعتذار و اضطرت لأن تعدهم بعدم التأخر مرة أخرى.

كان عملها عبارة عن توزيع الصحف ... عمل مرهق في الصباح خصوصا و أنها تتنقل من مكان لآخر.

أخذت توزع الصحف هنا و هناك ... و في النهاية وصلت لآخر عنوان ... كان لعمارة قديمة و مهترئة ... فدخلت و اتجهت نحو الشقة المقصودة ... لم تعرف أين تضع الصحيفة فلا يوجد صندوق خاص بوضعها.

قررت تركها عند الباب و الذهاب ... لكنها خشيت أن تضيع الصحيفة و لا يجدها صاحب الشقة فيتصل على الشركة المسؤولة و يخبرهم بإهمالهم ... و بما أنها المسؤولة عن هذه المنطقة فستتعرض للمشاكل بلا شك.

أخيرا قررت أن تطرق الباب و تقدم الصحيفة لصاحبها يدا بيد ... و بالفعل طرقت الباب عدة طرقات و ظلت واقفة بانتظار صاحب الشقة.

ما هي سوى لحظات حتى فتح لها الباب ... و ما كان الشخص سوى الأحمق صاحب المظهر المهمل و الكاميرا المحطمة -كما تصفه في نفسها- كان يرتدي بنطالا دون قميص و يضع بين شفتيه سيجارة ... و حالما رآها ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة : أرى أنك مطيعة و تستمتعين بالعمل !!

أرادت أن تصرخ في وجهه و تبدي انزعاجها لكنها قررت اخفاء ذلك ... فابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت بسعادة : بالطبع ... لطالما أحببت هذا النوع من الأعمال.

 قصة || أروع مكان في العالم ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن