الفصل الثالث

13 2 0
                                    

يوم الحادثة
شارع  Abdi ipekçi caddesi
فيلا 12
كانت عائلة قدر مجتمعة بالمجلس، كان كل واحد منهم يتكلم عن شيء ما، يتبادلون الحديث عن موضوع مدرسة قدر، وماذا ستفعل عند ذهاب والدها من تركيا، كانت تشعر بالحزن، ولاكن والدها لم يسمح بهذا، فقرر مفاجئتها بهاتف جديد، فرحت قدر كثيراً ولكنها بنفس الوقت حزنت أن والدها سيذهب.
السيد علي: هيا يا ياسمين، لنجهز الحقيبة.
السيدة ياسمين: على الفور.
قدر استغلت هذه الفرصة وذهبت إلى جدتها"السيدة نجاح" وقالت: جدتي لا تجعلي أبي يذهب الآن، أرجوكِ.
السيدة نجاح: ماذا عساي أفعل يا حفيدتي الجميلة، هذا عمله ولا يحق لنا التدخل !
قدر: اوف، سأشتاق لهُ كثيراً، لا اعلم ماذا سيحدث لي بكل صباح عندما اذهب إلى غرفة الأفطار ولا أجده، مع من سأضحك، مع من سأخرج، مع من سأتكلم عن مشاريعي المستقبلية !
السيده نجاح: يا ابنتي، لا يوجد شخص على هذا الكوكب يدوم، جميعنا ميتون، واحيانا ايضاً قد نُجبر على ترك أعز اشخاصنا لظروف، ولكن أعلمي مهما بعدت المسافات بين شخصين، يقربهما الحب، الحب الذي لا تقطعةُ مسافات، يبقى كما هو، فقط لأصحاب القلوب النقية !
قدر: ولكن الأشتياق صعب أليس كذلك؟
السيدة نجاح: صعب ولكن المُحب ينتظر الاف السنين اذا كان واثق ان الحبيب سيعود من أجله، من أجله فقط.
قطع حديثمها السيد علي: امي، ابنتي، لا يوجد عناق، سأخرج إلى المطار ؟
قدر: لا أحب الوداع، سأخرج عند ستوبي.
****************************
ذهب والد قدر، بعد ما كان قلق بأتصال أتاهُ ليلة أمس، شعر بالخوف، ولكنهُ لم يظهر لأحد ابداً.
مدير اعماله السيد محمد: علي، هل أنت بخير ؟
السيد علي: لا أظن.
السيد محمد: ماذا حدث؟
السيد.علي: أتاني اتصال ليلة أمس، لا أدري لستُ مطمأن ابداً.
السيد محمد: ماذا قالوا لك؟
يوم المُكالمة:
السيد علي: قالوا: سيد علي العزيز، سمعنا من أبنتنا أنك ستذهب إلى ألمانيا، هذا صحيح؟
السيد علي: نعم، ما الخطب؟
المُتصل: أظن انكَ نسيت موعدنا، لم أرى أي مال إلى هذا اليوم ؟
السيد علي: لقد قلت لك لا يوجد سبب مقنعي يجعلني أدفع لك مبلغ هائل من المال ؟
المُتصل: ولكن لا تنسى، أبنتكَ قريبة منا، بأي لحظه اذهب إليها وأقول انا يتيمة، وأنت من تبنيتها من أجل صفقه مع والديها، وأقول انكَ قتلت أبيها بيوم ميلادها، وايضا يوجد المزيد، هل اقول لها؟
السيد علي: ولكن.........آه حسناً، أبعث رجالك إلى مستودع......في المانيا، ليستلموا المال.
يوم الحادثة:
السيد محمد: يا ألهي، والان ماذا ستفعل؟
السيد علي: لا أدر.....ماذا يحدث، ما هذا الصوت؟
السائق: سياره داهمتنا يا سيدي !
السيد محمد: أسرع أسرع، هي.....
لقد أصيب السيد محمد في رأسه، وتم قتل السائق، وخدروا السيد علي، وأختطفوه !
بقيت السياره على حالها لمدة يومين، لا احد يعلم شيء، كانت أم قدر وقدر قلقات، لا يأتيهن أي خبر عن السيد علي، والسائق لم يعود، والسيد محمد لا يجيب على هاتفه ايضاً !

قدر: أمي انا خائفة.
السيدة ياسمين: لأخبر الشرطة
خبرت السيدة ياسمين، ولكن قلبها لم يكن مطمئن ابداً، حاولت التأقلم مع الوضع، واصبحت تشعر قدر بالقوه، كانت فتره صعبة جداً بعد ما رأوا السياره مُحطمة، والجميع كانوا ميتون دون نبض، إلا السيد علي لم يكن موجود !!
كانت قدر تشعر بالبأس، لا تعلم ماذا ستفعل، أهملت دراستها ولم تذهب إلى حصص الموسيقى، كانت تبكي دائماً بمفردها، كانت تكتب على اوراقها كم هو ألم الفقد بشع، تكتب وتمسح دموعها، تكتب خواطر عن ابيها، ومنها:
أنت كنت تقرأ، او كنت تسمعني، إن كنت تريدني، وان كنت حقاً معي، عليك الصبر والأنتظار، لم أكن في بعض المواقف جيده معك، ولكنني أود أكمل حياتي معك أنت، أين انت ؟ ماذا تفعل؟ وأين قلبي؟ وماذا سأفعل، أود منك ان تنتبه على نفسك، اود منك أن تكون بخير لأكون بخير، وأعلم هذا جيداً أنتظرني سأكون معك بيوم من الأيام .....
كانت تشعر بفراغ كبير بصدرها، وأمها كذلك ولكنها كانت أقوى، لم تكن قدر قوية بذلك القدر ولكنها أنتظرت سنة كامله، سنة وهي تبحث عن والدها، سنه كامله وهي تنظر إلى الباب طوال الوقت متمنيه أن يأتي والدها بأي ساعة !
حقاً يا اصدقاء، الفقد بجميع انواعه صعب، صعب على قلوب لم تتوقع بيوم أنها ستعيش شعور ما، الحياه حياه ولكن لا يوجد حياه بدون من نُحب، القدر مكتوب لنا جميعنا نعلم، ولكن في بعض الأوقات نكون محتاجين لمعجزة تغير اقدارنا، ولكن لا فائدة...
أنتظرت قدر ووالدتها شهور وأيام كثيره، عاشُن بشعور الفقد الذي جعلها غير قادرة لفعل شيء، فقط تتأمل قدرها بصمت.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 15, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

تضحيات القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن