نظرت فتون إلى ياسين فى صدمة قائلة:
انت بتقول إيه؟يعنى انت مقتلتش ميسون؟هز ياسين رأسه نفيا قائلا:
طبعا لأ..إزاي بس هقتلها وأنا كنت بحبها ؟أنا موتها كان بالنسبة لى موت لروحى قبل روحها..أنا لما فقت لقيت نفسى فى مكان زي السجن..بعدها عرفت إنى فى معتقل خاص..معتقل للى عايزينه ميشوفش الدنيا برة تانى ولا حد فى العالم كله يقدر يوصله..معتقل لدفن الأسرار وأكل الحقوق..كان معتقل للموت يافتون.كانت فتون تستمع إليه فى صدمة..تكتشف مفاجأة تلو الأخرى..حتى قال كلماته الأخيرة بصوت متهدج..ليدق قلبها بعنف وهي تدرك ماتعرض له داخل ذلك المعتقل..ليغمض عينيه المغروقتين بدموع الذكرى الأليمة ثم يفتحهما وكأنه ينفض عن عقله تلك الذكريات المريرة..مد يده يمسح دموعا خائنة سقطت من عينيه لتشعر فتون بروحها تسحب منها لمرأى دموعه الغالية..بينما قال هو بحزن:
وقتها مكنتش صورة ميسون بتروح عن بالى..كنت عايز اعرف مين اللى قتلها وأنتقم منه وأشفى غليلى..كنت هتجنن ..لولا عرفت واحد فى المعتقل إسمه مروان..شريكنا فى الشركة واللى أكيد سمعتى عنه.. لولاه فعلا كنت اتجننت أو جرالى حاجة..حكيتله قصتى وقعدنا نفكر مع بعض ونشوف مين اللى ممكن يكون قتلها وليه؟كل اللى كنت أعرفه وقتها هو اللى قالتهولى.. إن واحدة صاحبتها شغالة فى شركة كبيرة وان فيه ورق مهم وقع فى إيدها يضر صاحب الشركة وهي كانت خايفة لو عرف يإذيها ففضلت إن هي تدى الورق ده لميسون ووصتها لو جرالها حاجة تسلمه للبوليس..أنا خفت عليها وقلتلها تدينى الورق أحتفظ بيه وفعلا هي كانت هتديهولى يوم الحادثة..بس القدر كان ليه رأي تانى..وزي ما كنت شاكك..قاللى ان الوحيد اللى له المصلحة فى موتها هو صاحب الشركة اللى شغالة فيه صاحبتها وان هو اللى قتلها.اتسعت عينا فتون فى تلك اللحظة..تشعر بالكون ينهار من حولها لتجلس على سريرها فلم تعد قدماها تحتملان تلك المفاجآت حول مقتل أختها.. نظر ياسين إلى لون وجهها الشاحب والذى أصبح يحاكى الموتى..ليقول فى قلق:
فتون ..انتى كويسة؟لتقول بألم:
أنا كويسة ..ثم نظرت إلى عينيه قائلة بمرارة:
مين صاحب الشركة ..اسمه إيه؟تنهد قائلا بألم:
وقتها مكنتش اعرف لإنى مكنتش شفت الورق ولا هي كمان قالتلى غير إسم صاحبتها وبس..وبعدها هربنا من المعتقل زي ما كتير هربوا وقت الثورة..وطبعا لإننا معملناش حاجة واللى حبسونا حبسونا من غير تهمة ولا أوراق ..قدرنا نمارس حياتنا الطبيعية وبعلاقات مروان واتصالاته قدرت اعرف مين هو صاحب الشركة اللى كانت شغالة فيها صاحبتها عشان أنتقم منه بعد ما تأكدت ان هو اللى عملها لإنه زي ما أخت صاحبتها قالتلى..إنه قتل صاحبتها هي كمان بسبب الورق ده ..ولما لقيت انا ومروان ان عدونا واحد ..اتحدنا وعملنا الشركة دى أنا وهو ..وخططنا للانتقام منه لإنه كان السبب فى كل حاجة وحشة حصلت لنا..وضياع أغلى الناس من حياتنا.
أنت تقرأ
جحر الشيطان
Romanceالغضب محركهم والإنتقام غايتهم ..والعشق رايتهم..لا يدركون أنهم جميعا ضحية لرجل واحد..إنه الشيطان متجسدا..ترى هل سيدركون من هو عدوهم الحقيقي؟أم يعميهم إنتقامهم ليقعوا جميعا أسرى فى جحر الشيطان؟