دلفت دارين إلى جناحهما بالفندق يتبعها نبيل الذى أغلق الباب بقوة خلفه لتلتفت إليه دارين تنظر إلى ملامحه الغاضبة وعروقه النافرة بتوجس..ليقترب منها نبيل قائلا بغضب:
أنا مش قلتلك قبل كدة مشوفكيش بتضحكى مع زفت الطين ده اللى اسمع علاء ؟ابتلعت دارين ريقها قائلة بتوتر:
أيوة قلتلى ..بس هي جت كدة..مش مقصودة يعنى..كانت واقفة معانا نهى أخته وهي اللى ضحكتنى.. والله كان غصب عنى.مال نبيل ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا بعصبية:
غصب عنك..آااه..طيب انتى تقطعى بقى علاقتك بنهى وأخوها خالص..مفهوم؟رفعت دارين حاجبيها قائلة باستنكار:
انت بتقول ايه؟مقدرش طبعا ..نهى دى صاحبتى من زمان.جز نبيل على أسنانه قائلا:
وأخوها ده مش كان عايزك ولا نسيتى؟تنهدت دارين قائلة:
لأ منستش..انت اللى نسيت انى رفضته ومن قبل حتى ما أعرفك كمان..يبقى فين المشكلة بس؟قال نبيل بحدة:
المشكلة..المشكلة ان ميفرقش معايا رفضتيه أو لا طول ما انا عارف انه بيحبك..انتى مشفتيش كان هياكلك بعنيه إزاي..أنا كنت هولع فيه بس خفت أبوظ عليكى فرحتك.دمعت عيناها وهي تقول:
وهو انت دلوقتى مبوظتش فرحتى يانبيل..فيه واحدة يوم فرحها يفضل جوزها يتخانق معاها بسبب تافه زي ده؟رغم الغصة التى أصابته لمرأى دموعها إلا أن كلماتها أصابت قلبه بالألم لتتحول ملامحه إلى الجليد وهو يقول:
سبب تافه....يعنى انتى شايفة بقى انى راجل تافه زي الموضوع اللى بكلمك فيه يادارين؟وبتلكك صح؟كادت أن تنطق ولكنه أشار لها بالصمت وهو يقول:
الاجابة واضحة ومش محتاجة كلام..عن إذنك.خرج إلى شرفة جناحهم تتابعه عيناها بألم لتراه يخرج من جيبه علبه سجائره ويخرج منها سيجارة أشعلها وأخذ منها نفسا عميقا ليطلقه بعصبية..لتدرك أنه غاضب للغاية ومعه حق..فهي تعلم أن علاء مازال يحبها ومع ذلك وقفت معه ومع أخته وتضاحكوا سويا رغم علمها أن نبيل يغار عليها وبشدة..انتابتها الحيرة بين أن تتركه يفرغ انفعاله ثم تتكلم معه بهدوء..وربما تعتذر منه..وتعده أن لا تكررها..أوأن تتجه إليه حالا وتعتذر لتعود المياه إلى مجاريها..خاصة وهي لا تطيق أن تراه على تلك الصورة الغاضبة ..حسمت رأيها وهي تتجه إليه بخطوات سريعة تضمه من الخلف بقوة..أحست بجسده يتجمد لثوان قبل أن تشعر به يرتخى من جديد لتقول بهمس:
آسفة..متزعلش منى..والله ما قصدت أقلل منك أو أزعلك ولو بكلمة..انت معاك حق وأنا غلط بس انت بتحبنى وهتسامحنى ..وأوعدك أقطع علاقتى بالناس كلها لو حبيت بس متزعلش منى.ألقى نبيل سيجارته من الشرفة وهو يمد يديه يمسك بيديها اللتين تحيطان بخصره يحركها لتقف قبالته لتواجهه عينيها اللتين لطالما سحرتاه والمليئتان الآن بالدموع .. لتنزل دمعة خائنة منهما فمد يده بحنان ليمسحها وهو يقول بهدوء:
أنا مقلتش اقطعى علاقتك بالناس كلها ..أنا قلت اقطعى علاقتك بعلاء وأخته بس..
أنت تقرأ
جحر الشيطان
Romansaالغضب محركهم والإنتقام غايتهم ..والعشق رايتهم..لا يدركون أنهم جميعا ضحية لرجل واحد..إنه الشيطان متجسدا..ترى هل سيدركون من هو عدوهم الحقيقي؟أم يعميهم إنتقامهم ليقعوا جميعا أسرى فى جحر الشيطان؟