الفصل السابع

20.7K 648 24
                                    

اقتحمت زينة حجرة المكتب الخاصة بمروان دون استئذان مما جعله يعقد حاجبيه وهو يرفع إليها عينين متسائلتين..كادت من تلك النظرة المتجهمة والتى اعتلت ملامحه أن تتراجع عن الحديث وان تخرج على الفور من الغرفة..الا أنها صممت على إبلاغه بقرارها فلم تعد تحتمل هذا الفراغ الذى تشعر به ولم يمضى على وجودها فى هذا المكان يومان..لذا تقدمت باتجاهه وتوقفت أمام مكتبه قائلة فى تصميم:
أنا عايزة أشتغل.

نظر اليها لحظات يحدق بعينيها فى صمت وقد تجمدت ملامحه..أصابها القلق من صمته ولكنها تمسكت بذلك القناع الزائف من الثبات الذى تصدع تماما ما إن نهض مروان بهدوء والتف حول مكتبه ليقترب منها..حتى توقف أمامها تماما..ومال عليها قائلا بحروف كالصقيع:
للأسف الخدمات اللى بتقدميها مش محتاجينها هنا.

تغاضت زينة عن وجع قلبها الدامى من كلماته الجارحة وهى تنظر الى عمق عينيه قائلة فى برود:
وانا متعودتش أقعد كدة من غير ما أعمل حاجة..ولو خدماتى مش مطلوبة هنا أكيد هتكون مطلوبة فى حتة تانية.

ضم مروان قبضته بقوة وهو يجز على أسنانه حتى لا يتهور ويصفعها لوقاحتها ولكنه تمالك نفسه وهو يقترب بوجهه منها تضرب أنفاسه الغاضبة الساخنة صفحة وجهها وهو يقول بصوت كالفحيح:
مفيش شغل تانى يازينة ..و ياريت متستفزنيش ..انتى لسة متعرفيش أنا ممكن أعمل فيكى ايه؟

ابتسمت بسخرية قائلة:
صدقنى عارفة.

عقد حاجبيه من لهجتها الساخرة والتى تقطر بالمرارة دون أن تدرى ..كاد أن يسألها ماذا تقصد بكلماتها ..ولكن تاهت منه الكلمات وهو يرى شفتيها تنفرجان لتغيم عينيه وهو يتذكر مذاقهما الذى حرمه النوم لسنوات..شعرت بأنفاسها تضطرب من نظراته وقلبها تتسارع دقاته وهي تراه يقترب من شفتيها يكاد أن يقبلها..أغمضت عينيها رغما عنها تنتظر قبلة اشتاقت إليها..قبلة لطالما راودت ذكراها أحلامها ..لتشعر بالفعل بشفتيه تلامس شفتيها بتردد فى بادئ الأمر وكأن مروان يستكشفها لأول مرة.. أو ربما يخشى شيئا ما لتتعمق قبلته بعدها وتصبح متطلبة لتجد نفسها تمد يدها على طول ذراعيه حتى وصلت إلى رأسه لتضمه إليها تبادله قبلته بإشتياق عجزت عن كبحه..كادت أنفاسهم أن تزهق ليتركها مروان كي يتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها مغمض العينين بدوره..ابتعد بوجهه عنها يفتح عينيه ببطئ ينظر إلى عينيها التى انفلجتا ببطئ بدورهما تنظر إليه نظرات تائهة ليذوب فى عمق عينيها رافضا كل ما يدور برأسه يمنعه عن قبلة الحياة والتى أعادت إليه روحه..ومنحته شعورا افتقده بشدة ..ليقترب مجددا من شفتيها المنفلجتين ينوى أن يروى روحه الظمآنة إليها لكن نحنحة رجولية قاطعته ليلتفتا سويا الى باب المكتب ..وجدت زينة رجلا فى مثل عمر مروان تقريبا يقف على الباب ينقل نظراته بينهما فى فضول بينما تنحنح مروان وهو يبتعد عن زينة التى تركته على الفور وهي تشعر بالخجل ..اتجه مروان الى مقعد مكتبه قائلا :
تعالى ياياسين ..

جحر الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن