" فقط قراءة فاتحة للخطبة ".دخل شقيقها عند اخر جملة :" قراءة فاتحة من؟"
ردت كاذبة ومتعلثمة قبل ان يرد ابن عمها فيتفوه بالحقيقة :" صديقة لى ".
تجاهل اخوها ما قالته بينما يلتفت لابن العم :" ساخرج معك الان لنشترى احد خطوط الهاتف النقال و سأعطيك جميع ارقامنا ، حتى تكون معك اذا احتجت شيئا ..و ان كنت ارجو ان تأتى للعيش معنا عوضا عن العيش وحيدا .".
كان رده مبهما بينما ينظر اليها :" للاسف ..لا يمكننى ".
خرجا معا وتركوها ..كانت تجلس تفكر فى مقترحه ..
هل تقبله ؟؟
ستكون تلك اول كذبة بحياتها ؟؟
ايستحق الامر هذه الكذبة الفجة؟؟
ثم ..
ثم ما ذنبه هو حتى تورطه بمشاكلها ؟؟
ربما من الافضل ان تطلب من شقيقها الذهاب معها ..
و عليها ان تتحمل تعليقات الاخرين وتلميحاتهم السخيفه لساعتين ثم تعود الى منزلها ..و تنتهى مأساتها ..
نامت بعد تفكير وقد استقر فى ذهنها ان تطلب من شقيقها احمد الذهاب معها ..و بذلك لن تكون هناك اى اكاذيب ..
ثم انه اخيها ..سيكون معها يحميها من هؤلاء الذئاب وتلك الالسن ..
كما انها ستستمد من قوة هى فى امس الحاجة اليها ..
و فى الصباح عندما طلبت منه ان يصطحبها ، اعتذر متعللا بان اليوم هو زفاف اقرب اصدقاءه.
و من غير الممكن الا يحضر تلك المناسبة ..مقترحا عليها ان تذهب مع والدهما. ..
لا يمكن ..
ان والدها سيستفزه لاريب رؤية يوسف وسحر ...
وعلى الاغلب لن يتمالك اعصابه ..و بذلك سيحدث مشهدا مؤسفا ..و اكثر اثارة للاقاويل ..
عادت الى نقطة الصفر ..
دون حلول ..عندما اقتربت الساعة من الثامنة ، كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها ..
و لكنها فى ذات الوقت كانت تفكر جديا فى خلعها و عدم الذهاب ..
نظرت لنفسها بالمرآة ثم همست :' لا داعى للذهاب . بعض الهمسات الاضافية لن تميتنى '
عندئذ صدح هاتفها برقم غريب ..غير مسجل عندها ..
و عندما تحدثت و سمعت الصوت ، عرفته فورا ..
فهناك شخص واحد بالعالم يمتلك ذلك الصوت الاجش و تلك السلطة و القوة معا ..
كان حاسما بينما يبدأ حديثه دون تعريف نفسه ، مؤكدا :" انا جاهز ..اين سأقابلك؟"
هكذا ببساطة ؟!