عليها ان تتوقف عن التفكير فيه ..و ستبدأ فورا ..
لكن هيهات ، فأيام غيابه كانت الاسوء ..
ودت لو بامكانها الاتصال به ..تسال عنه ..توضح له ..
لكن ..لا ..خافت ..
خجلت ..خجلت ان يعرف. .
خشيت ان يفطن ...انه اكثر من مجرد ابن عم او اخ ..خجلت من نفسها لان قلبها اتجه الى شخص لا يراها سوى ابنة عمه الصغيرة ..اخته. .
كان في داخلها العديد من المشاعر المتناقضة ..
فخافت الا تراه ..وخافت ان تراه ..الا تراه ..فتظل على شوقها لرؤيته والحديث معه ..
وخافت ان تراه فيعرف ..فيرى بوضوح ما تعمل جاهدة على اخفاءه ..
ياله من امر متناقض ..ان تبتعد عن شخص بينما تشتاق اليه ...بشدة ..
ان تبقي ما بين مشاعر الخوف والشوق ..بين الرهبة والحنين ..
******
كانت تجلس مع اسرتها شاردة ..فالشرود اصبح امرا طبيعيا ...
فاقت من شرودها على ما فهمت انه عريس ..
ابن صديق والدها ..
كان والدها موافقا . و قد حدد يوما للرؤية الشرعية ..حتى يتسنى لها رؤيته ..
لم يخفف من شعورها بالانقباض ما سرده والدها من مزايا العريس ، حيث انه شاب وسيم ..و من عائلة كريمة ..توسط له والده واوجد له عملا محترما ..و جهز له شقة رائعة. .لا تبعد عنهم كثيرا ..
لم تحاول ان تبدى رأيا او اعتراضا ، بل انسحبت بشكل لبق الى غرفتها وهى تشعر وكأنها حمل يساق الى المذبح ..
لم تعرف لماذا شعرت بالضيق الشديد والرغبة في الرفض من قبل ان تراه ..
حتى و لكن واجهت نفسها بانها تعرف ، فالسبب زياد ..
ففى زياراته الخاطفة التالية تعامل معها بتهذيب شديد ولم يعطها فرصة للحديث و التوضيح ..
شعرت بضيق شديد ..
و جرح ...هل ما يفعله اشارة مهذبة منه حتى تبتعد عنه ؟؟
هل وضحت له مشاعرها وقرر ان يبتعد حتى يوضح لها بشكل غير مباشر انه لا يبادلها ما تشعر به ؟؟!
يقولون الصب تفضحه عيونه ..
هل فضحتها عيونها ؟؟
هل رأي بعيونها ما ابعده ؟يالها من حمقاء ..لماذا ابعدته ؟
شعرت بالشفقة نحوه ..
فهو وحيد ..و عندما وجد البديل لعائلته التى فقدها. ابعدته هى ..
ما ذنبه ..عندما وجد عوضا عن عائلته ..وجد معها فتاة متيمة به ..
لذلك بدأ يبتعد ، و يقلل من تواجده بالمنزل ..