و كالعادة لابد من احاديث قصيرة مع المدير ..
لكنها لم تفهم كلمة مما يقال ..
فلقد كانت مشغولة بالنظر الى زياد ..وكانها تراه لاول مرة ..
فنظرات زميلاتها له المستمرة ..و الحاسدة ..الغيورة. .
كانت عجيبة ..
فلا تذكر انها عندما خطبت ليوسف حازت باى نظرات كتلك ..لماذا يأسر كل من حوله؟
كان ضحكه مع مديرها امرا جديدا عليها فهى نادرا ما رأت مديرها مبتسما ، فكيف بضاحكا!!!
مديرها العبوس ..الذى تشك انه ابتسم يوما ..والذو حفر التجهم والكآبة علامتهما بوضوح على وجهه ... يضحك !!!
لقد حقق زياد المستحيل ..
ضحك ..فوجدت نفسها تضحك ...و تلاحق ضحكته..
تذكرتها ..كانت دوما رائعة ..معدية ...يضحك فينفجر الجميع بالضحك ...
هناك انماط من البشر هكذا ..اذا انفعلوا ..انفعل العالم معهم ..
فاذا عبسوا ..عبس الجميع لاجلهم ..و اذا فرحوا .. فرح الجميع معهم. .
انه من هؤلاء النادرون ..
كانت ضحكته حلوة. فظهرت على فمها ابتسامة لطيفة بينما تتابعها ..
لماذا شعرت بالبؤس عندما انتهت ..
ولماذا تريده ان يضحك ثانية و ثانية ..
ربما لانها ابتعدت عن الضحك والمرح لاسابيع ..ارغمت نفسها على التوقف عن هذا التفكير الاحمق. .
محاولة اللحاق بهما فى حديثهما الذي يبدو ممتعا.كان مديرها يرد عليه :" لم اكن اعرف ان الهندسة تحقق كل هذه المكاسب ..كنت مغفلا عندما تركتها و التحقت بكلية التجارة ".
ثم التفت اليها مهنئا :" مبارك لكما ياريم ..لا تنسي ان تدعينى الى حفل زفافكما ".
ثم استطرد بصوت منخفض حتى لا يسمعه سواها :" افضل من يوسف بكثير ".
ثم غمز بعينه و ابتعد ..
كانت نظرة زياد لها متسائلة عما قاله المدير وجعلها تبدو حائرة الى هذا الحد ..لكنها تجاهلت نظرته و تساؤله ..
عندما جذبتها الهام زميلتها ، وهى توبخها لاخفاءها امرا هاما كذلك الامر ..ثم اتبعت التوبيخ بالسخرية قائلة :"فى الواقع لو كنت مكانك لاخفيته انا ايضا ..
فهو من اسلحة الدمار الشامل ..الا ترين نظرات سحر ويوسف الحانقة ..".
التفتت الى حيث ذهبت نظرات الهام .بالفعل كانت نظراتهما نحو زياد نارية ..
تكاد تحرقه من فرط الحقد ..
شعرت بالفخر و الفرحة لان خطيبها موضع حسد و غيرة الاخرين خاصة هذان الاثنان ..