سأل :" اتذكرين سيارتى "؟!
كانت تتذكر ذلك الحادث بشكل جيد ..
كان ذلك بعد تخرجه مباشرة ..
كان قد قرر شراء سيارة صغيرة تساعده فى التنقل ..
دفع بعض من ثمنها من مدخراته والبعض الاخر ساعده به والده ..
و لم تلبث السيارة ان تعرضت لحادث صدام وفرار بينما كانت اسفل المنزل ..
حيث صدمها شاب ارعن وفر عندما رأى ما احدثه من خسائر بالسيارة..
كانت قد تدمرت تماما من مقدمتها حتى ليجزم من يراها بان السائق لاريب مات ..
ولكن بلطف من الله انه لم يكن بها .
و رغم ذلك ظل لاسبوع كامل عابس الوجه ..يشعر بضيق كبير ...
و عندما رأته في نهاية ذلك الاسبوع بكل ذلك الضيق ، مالت عليه تواسيه قائلة :" لماذا كل هذا البؤس ؟؟ احمد الله انك لم تكن بها ..والحمدلله ان تلك السيارة السخيفة قد تحطمت ..كان لونها قبيح ... اهناك عاقلا يشترى سيارة لونها اصفر "؟!
وجدته يبتسم رغم ضيقه و يسالها :" و ما هو لونك المفضل في السيارات ؟!"
ردت بثقة العارف بكل الوان وانواع السيارات :" بالطبع سيارة هامر سوداء .."
شعرت يومها ان بؤسه قد زال ..و لم تعرف كيف و الاهم انه قد عاد مرحا كما كان ..لا تهم الاسباب ..
الغريب ان السيارة الجديدة التى اشتراها عند عودته هى هامر سوداء ..
ترى ..هل تذكر ؟؟
اما انها مجرد مصادفة لا اكثر ..
و لو تذكر ..فلماذا انصاع لما تريد ؟!
هزت راسها وهى تشعر بسخافة تفكيرها ..
انها تبالغ فى الامر ..ليس للامر علاقة بها على الاطلاق ..
*****
كان دخول رمضان امرا محببا ،زاده عندما اقسم والدها على زياد ان يفطر معهم طيلة الشهر ..
كان وجوده على المائدة سببا للمرح و اعادة للبهجة افتقدها رمضان منذ زمن ..
شعرت وكانها عادت صغيرة كما كانت منذ سنوات ..
عندما كانوا يجتمعون حول مائدة الافطار ..
كانت الفرحة والبهجة دائمة ..
حتى اوشكت ان تشترى لنفسها فانوسا كالاطفال من فرط البهجة التى شعرت بها ..
والتى هى متاكدة ان الجميع يشاركها اياها ..
كان المنغص الوحيد هى اسئلة الزميلات في العمل عن السبب وراء عدم اتمامها للخطبة بعد ..
و لماذا حتى الان لم ترتدى خاتم الخطبة ؟!
كانت تتعلل بان زياد مشغولا في التخطيط لمستقبله ..