الفصل الثاني
ما ان وصل بعد غياب تلك السنوات الطويلة عن ارض بلدته لحضور عزاء اخيه خالد حتى فاجأة جده بقراره الذي لم يعرف كيف يتخلص منه ( اما ان يتزوج من زوجة اخيه ويتم حرمانه من اسم العائلة وتبرأ منه) كما تم تحميله ذنب ذاك الطفل وامه وقد جعلوا منه سببا لمقتل اخاه .
جلس ظافر يسترجع ذاكرته عندما اتصل به جده قبل مايزيد عن الستة اشهر قائلا له بغضب
:- ألم يأن أوان عودتك ياولد الى بلدتك ووطنك لقد ذهبت قبل سنوات للدراسة وها أنت قد انهيت دراستك وعملت هناك أيضا ونسيت انك لك أهل ، ونسيت اني قد ساعدتك في دراستك الطبية لتخدم اهل بلدتك
:- جدي لقد تعودت على المعيشة هنا ثم انه هناك الكثير من شبان بلدتنا أصبحوا اطباء فما حاجتكم لي.
: -هل جننت ياولد هل نسيت اننا كبار البلدة وانك ستصبح من بعدي وانك على مسؤوليات كبرى .
: - جدي انا اعرف مسؤولياتي ولكني حاليا اكمل دراساتي العليا وبعدها اعود
: - وزفاف اختك الن تحضره لقد جننت حقا اسمع ياولد سأرسل اخاك خالد لكي يحضر من بلاد الغربة تلك ةالا ساحرمك من ثروتي هل فهمت .خالد سيحضر بعد غد
كان وقع وفاة خالد على جميع صعبا لقد ذهب شابا ممتلئا بالحياة فعاد جثة هامدة اثر فوضى قد احدثها ارهابي لعين على متن الطائرة في محاولة لأختطافها فكان خالد من ضمن الضحايا
ومن هنا فأن الكل يلومه على وفاة خالد لو كان حضر بنفسه لمحصل ماحصل
ظافر محدثا نفسه: لقد انتهى عمر خالد ان الاعمار مقدرة من الله ما بالهم، انا لست سببا ..... انا لست مذنبا.
جلس ابن عمه آسر بجانبه قائلا ( بهدوء وحكمة) : مابالك ظافر انت لست مرتاحا لقرار جدي اعرف ذلك ولكن هل فكرت جيدا ان مهجة صغيرة بالسن وذلك طفلها ليث هل تعقتد بان عمي سيبقيها بدون زواج طوال عمرها هل تريد لابن اخاك ان يكبر في كنف رجل آخر او ان ينشأ مع زوجة عم غير مبالية تذيقه الأمرين ان الله تعالى خوفا على يتامى أباح الزواج من امهاتهم وذلك في قوله جل وعلا ((وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا . وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ) صدق الله العظيم
ظافر(بوجه متجهم وحدة في صوته ) ياآسر ان أحساسي باني سوف اخون اخي مع زوجته يقتلني كل يوم كيف سانظر اليها كيف سألمس ماقد لمسه كيف ستختلط انفاسي بأنفاسها ، لقد عرفت من الجميع هنا مدى حب أخي خالد لزوجته حتى هو عندما كان على قيد الحياة في اتصالاته الدائمة بي لم يكن يكف عن الرضاء عنها والدعوات لي بأن يرزقني زوجة كزوجته ، كما اني أعرف انها رافضة لهذا الزواج مثلي تماما.
آسر (باستغراب ) :هل رأيتها قبل ان تنهي عدتها ياظافر، هل جننت لتفعل ذلك لو علمي جدي......
:- لم اراها حتى ابن اخي لغاية ليوم لم اره ولكني كنت في طريقي لغرفة جدي وكان صوتها عاليا وهي ترفض الزواج مني بل قالت كيف ستتزوجنني من من قتل زوجي هي تلقي علي باللائمة في موته ، كيف ستصبح حياتنا ستكون جحيما هذا ما اراه.
:- سأقول لك كلمات ان الحياة لا تقف عند موت أحدهم هل تفهم وتعي ذاك وإلا لكانت قد توقف عند موت شفيع البشر خير الأنام ( محمد عليه افضل السلام ، ثانيا بالعشرة والزمن فان الأيام تنسي كما أن الحياة تجدد وسيزهر قلبك وقلبها بالمودة ، ولعل دعوة اخاك قد آن اوانها وتكون هي من تصلح منك وتصلح منها ، وليس هناك خيانة في الموضوع فأخاك قد مات.
:- آسر هل كان أخي يحبها كثيرا كما كان يقول لي دوما ، اتعلم اني لاأذكر سوى شكلها عندما كانت طفلة صغيرة بجدائلها الطويلة وعيناها السوداء وهي تبكي على فانوسها الذي كسره ابناء الحي اعتقد انها كانت تبلغ العاشرة وانا ابلغ والعشرون وخالد ايامها كان في عمره خمسة عشر عاما .
:- ياعزيزي اخر مرة قد رايتها قبل ان تتزوج خالد فبمجرد زواجه منها البسها نقابا لم تكن تكشفه امام احد من الرجال الا اباها وجدي ولكن قبل زواجها كانت فتنة متنقلة على الارض ، وكان عمي كلما اتو الى القرية يتوافد الينا الخطاب من كل حدب وصوب ولولا ان سبقني خالد اليها لكانت زوجتي ،كانت فترة الصيف حرجة لنا بسبب نزق خالد وعصبيته فكلما رأى احد يطلعها جن جنونه حتى دراستها الجامعية انهتها من المنزل بعد الزواج وحتى اجتماعات العائلة كانت تحضرها بنقابها ، ولكن الحق يقال ان خالد كان يوكل لها عملا في تدقيق الحساب لكافة اعمالنا من منزل وكان جدي الداعم الاول لها .
والان فلنذهب لكي تستعد فلم يبقى على زفافك الا يومان