في شهر يونيو والذي كان بداية الإمتحانات
كنتُ أسير بخطى متباطئة اثر شعوري بالتَّعب مِن السَّير المُطوّل، أركل الحِجارة بقدمي، و نظري مُصوبٌ نحو الأرض فلم أبصر مَن كان ماثلًا أماميفتِلك الحَصى قد إرتطمت بقَدم أحدهم وعندما رفعتُ بصري، قابلني وجه مخفي بكمامةٍ بيضاء، وشعر مخفي بالقنلسوة، قطبت حاجباي ونظري هبط إلى جسده الذي كان يغلِّفه رداءٌ أسود اللون
هو ظلَّ يرمقني بِنظرات غريبة بعينيه السوداوتين، حتى هبطت أنظاره إلى الحجر الذي كنتُ أركله بقدمي، لينحني بجذعه للأسفل ويحمله ثم يستقيم و يضعه في جيب معطفي
بعد هذا هو رحل بدون أن ينبس ببنت شفة.
كان هذا غريبا بعض الشيء ، خصوصاً مع نظراته الباردة تلك.
رميتُ الحجر من جيبي و أكملتُ سيري..
ماذا؟ إنَّه مجرد حجر ملَّوثٌ بالتراب
و رغم هذا ذهني لم يتوقف عن التفكير به، تساؤلات عدة ظلَّت تتضاربُ داخل رأسي محرِّكة جانبي الفضولي
فمَن هو؟ و مِن أين أتى؟، يبدو غريباً عن المنطقة، لما كان يرتدي كمامة؟ لماذا حمل تلك الحصى ووضعها في جيبي من الأساس؟
والسؤال الأخير و الذي جعلني أشتم نفسي، لماذا لم أتحرك من مكاني بل تصنَّمتُ تاركة إياه يُدخل الحصى في جيبي، متجاوزاً مساحتي الشَّخصية؟
مرَّ يومان ولم أرى ذاك الشاب الغريب فنسيت أمره
لكنه على ما يبدو يأبى أن أنساه فأنا قد رأيته باليوم الثالث، كان يقف بالمكان ذاته و يحشِر يديه في جيوبه، كانت ثيابَه ذاتها و الكمّامة ذاتها
لكِنّه فقط ظلَّ يُراقبني حتى إنعطفت أنا إلى الطريق الاخر متجهة إلى البيت
و تكررت فعلته باليوم الرابع والخامس
لقد إعتدتُ بالفعل على رؤيته وعلى الشعور بتحديقاته الغريبة والتّي كانت تُربكني، حتى أتى ذلك اليوم
الذي كان أبي يتحدث فيه عن شخصٍ جديد قد إنتقل إلى منطقتنا، كان يشرحُ لوالدتي عن هيئتِه التي بدت له غريبةً للغاية، بينما أمي وجدتها توحي بأنّه لرُبما مصابٌ بإنفلونزا، و قد عرِفتُ عن مَن يتحدثان بالفعل
أعني على حسب كلام والدي، كمامة بيضاء، ثياب سوداء، مَن غيره؟
الذي أثار إستغرابي أنني نظرت لهيئته على أنها مثيرة، بل و ربما مميزة، تجذب النظر لرؤيته.
وبينما ذهني كان مشتغلا بتذكُّر شكله ونظراتِه، أفاقني صوتُ والدي الذي أمرني بالعودة للمنزل مِن طريقٍ آخر من الأن فصاعداً حتى لا ألتقي به.
أومأتُ موافقة، بالرغم من ذلك الشعور الذي نغزني،
كما لو كان شعورٌ بالحزن لعدم رؤيته؟
هذا أشعرني بأنَّني تافهة ..
أنت تقرأ
حُب | 𝐋𝐎𝐕𝐄
Fanfictionالحبُّ هو أجمل إكتشافٍ للإنسان وإلاَّ لكان مجرّد صخرةٍ لا شيءَ يُحرّكها سوى التّآكل اليومي. جونغكوك - رين