8

803 90 11
                                    


كُنت متربِّعة على فراشي، بينما أُبحلق بتلك الرِّسالة مُنذ نِصف ساعة إذا لمْ أُُبالغ

"هل أنتِ متفرغة؟"

"بلى، لماذا؟"

"ما رأيكِ أن نلتقي في الكرنفال؟"

هل هذا موعد؟

أوَّل سؤال قد طرأ ذهني حين قراءتي لرسالته، بعد صفوٍ دام طويلًا، إستفقت وأجبتُه بالموافقة لأنهض وأجهِّز نفسي،مع الكذب لوالدتي بأنني سألتقي برفقاتي لأخرج مرتاحة البال

على مَن أكذب؟

لستُ كذلك،فقد كذبتُ على والدتي لكنَّها الطريقة الوحيدة حتى ألتقي به بكل حرِّية وبدون أيِّ قلق أو خوف، أمي صارمةٌ في مثل هذه الأمور.

وصلتُ إلى نهاية شارعنا لأجده واقفاً هناك، إبتسمتُ بمجرد أن إحتضنته مقلتاي، هو بات يُسعدني بمُجرَّد رؤيته فقط، وأُصبحُ سعيدةً لحد الطيران بمجرَّد الحديث معه.
.
.
.
دخلنا الكرنفال لأفغر فاهي، فهذه المرَّة الأولى التي أذهب لها لمكان مثله

قام بالإشارة إلى الأحصنة الدَّوَّارة، لتنبهر عيناي وأؤمئ موافقة

لقد أمضيتُ وقتاً ممتعاً برفقته، رغم عدم محبَّته لتلك الأمور حسب قوله، هو قد قادني إليها، كان ختامها أن ركبنا القطار السريع، حيث صرخاتي كانت مسموعة للراكبين وربَّما جميع الحاضرين، فسرعته لم تكن بمزحة، والإرتفاعُ كان شاهقاً.

إنتهى اليوم بوجودنا على الشاطئ، نتمشَّى على الرِّمال المُبللة بأقدامٍ عارية، نُطرب أَذاننا بأصواتِ أمواج البحر، نتأمَّل غروب الشمس بأعيُننا التي تلمع لإنعكاسه.

- شكراً لوجودكِ معي رين

إلتفتُ إليه و نطقت متسائلة:
- لما تشكرني؟

- لأنكِ الوحيدة التِّي نظرت إلي بشكلٍ مختلف
و لأنكِ الوحيدة التِّي جعلتِ مِن خافقي يستشعر مشاعر لم أجربها قط

- ما هي قصتكَ جونغكوك ؟
لقد كنتُ فضولية ناحيته، نظراتي كانت أكبر دليل، و نبرتي اللحوحة هي الثانية، لكن إجابته لم تروي فضولي و لو بقليل

- ليست لدي قصة مُهمة

   - لكنَّني مُهتمة، هيا أخبرني

ضحك بخفّة، وأنا أعلم أن سببها هي نظراتي الثَّاقبة، و حركاتي المُعوقة، إلا أنني لم أهتم، خاصة عندما بدأ بالحديث ناطقاً:

- درستُ خارج البلاد و بعد تخرجي عدتُ مقررا أن أستقر وأعتمد على نفسي وعائلتي تحترم هذا، لم أكن شخصاً إجتماعياً لهذا دائما ما كنتُ أقضي الوقت وحدي، و لهذا لم أستطع محادثتكِ عندما تقابلنا للمرة الأولى

قطبت حاجباي متسائلة:
- تقابلنا ؟ متى ؟

- عندما إرتطم الحجر بقدمي

شردتُ قليلا ثم تذكرت ذلك اليوم، لأردف متسائلة:
- لما وضعت الحجر في جيبي؟

- للذكرى، هل لازال بحوزتكِ؟

تصبغت وجنتاي بحمرة الخجل، فلقد رميته بمجرد أن ذهب وهو يتوقَّع أن يكون معي حتى هذا الوقت

- في الواقع أنا....قد رميته، ثم أنا لم أعرفكَ لأحتفظ به وقتها

تنحنح و بعثر شعره، لأوقن أنَّه يشعر بالإحراج الأن، فعليا حركته كانت غبية لكن لا ألومه فهو لم يكن بشخص إجتماعي، كي يجيد التعمل معي وقتها

فعلته ربما كانت غير متقنة، لكنها لطيفة
فبسبب هذا الحجر، نحن هنا الأن، معاً



حُب | 𝐋𝐎𝐕𝐄 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن