سباق القدر بقلمي/ هالة السيد (لؤلؤة)

الفصل الاول

6:30 مساءآ
                           (1) رفيف

أعلم أنه من المستحيل أن تقرأي رسالتي هذه ولا تلك التي سبقتها ولكني لا أدرى أجد نفسي أكتب لكي كل مره أشتاق اليك فيها يا أمي ألمني فراقك وأعلم جيدآ في قرارت نفسي انك تشعرين بي أليس كذلك !!؟من خمس سنوات الي الأن لم أجد راحتي في اي مكان العالم اصبح خالي من جميع الناس سواكي بدأت أشعر أنني أسكن كوكب هجرته الحياه انتقل من مكان الي آخر بحكم عملي ولكني خاويه بلا روح ذهبتي واخذتي روحي معك لا يوجد للحياه طعم من بعدك أصبحت جسد بالي اسخط من نفسي كثيرا أؤذني عمدآ هربت يا أمي مثلما طلبتي مني تماما ولكني تعبت كوني غريبه طريده بين البلاد الاروبيه وعاداتها الغربيه التي تختلف عنا تماما أقدر خوفك علي وقتها ومن ما كان سيحدث لي من بعدك ولكني لا أستطيع أن أبتعد أكثر من ذلك يجب ان أواجه مصيرى لم تنجبي فتاه ضعيفه قط فأنا ابنتك التى طالما نعتها بالقويه العنيده أسفه يا أمي علي ما أقدم علي فعله قررت العوده أعلم أن هذا قد يكون قرارى العشرون بعد المائه ولكني هذه المره أجزمت علي العوده أجزمت ان أواجه لا مجال بعد للهرب يا أمي لم يعد في عمرى ما يكفي لأظل في غربتي هذه وحيده أنتظر موت لحياه بلا معني بلغت من عمرى السابعه والعشرون اليوم ولم يتبقي ليا الكثير انظر الآن الي تلك الساعه التي طبعت علي معصمي من وقت الحادث اللعين هذا الذى خطف مني لذه الحياه بعدها وأخذك بعيدا عني الوقت يمر لم يتبق سوا 2:65:40:30:10 لم أعد أعرف توقيت سواها انظر لها من حين لأخر لأجد أن عمرى يتناقص أمامي أخشى أن أنظر الي معاصم الناس أو جبهتهم فأجد من سيموت غدا ومنهم من تبقي له ما يقل عن شهر اصابني الرعب ياااااه يا أمي خمس سنوات في عذابي هذا أتجنب الناس رغم مجال عملي الذى يفرض علي أن أخطلت بهم دائما لا يوجد أحد بجانبي يا أمي انا وحيده تماما وهذا أيضا يألمني فأنا فتاه شرقيه في مجتمع غربي متحرر كان من الصعب التأقلم معه ولكني جاهدت أن أحافظ علي لغتي وديني وكياني الشرقي حول لفيف من الشرقيون الذين تخلوا عن كونهم شرقين لينطبعوا بالطابع الغربي أصبحت دمائهم بارده يا أمي خمس سنوات لم أحظي بحب رجل حقيقي أستند اليه في غربتي أصبحوا يفضلون تلك العلاقات العابرة وتلك دون الزواج أصبحت متخلفه رجعيه حتي في نظر من يحملون دماء شرقيه وديني محمد( عليه الصلاة والسلام) أشغلت نفسي بالعمل حتي أنسي غربتي مصيرى المحتم بالموت اتخيل كل يوم قبل أن تلتحم جفوني لأنام كيف سأموت هل فحادث أم غارقه أم قتيله علي يد أحد اللصوص الي الان أبحث عن تفسير لما أنا فيه ولم أجد لربما أجد إجابتي هناك في موطني يا أمي طال حديثي أعلم ولكني كنت اتمني أن تكوني هنا معي تملي علي ما أفعل كأبنه صغيره تعلمينها كيف تأكل وكيف تمشي وكيف تتعامل مع الغرباء وتهرب الي حضنك عندما تجد تلك الأنياب خارج العش أشتاقك كثيرا غدا نعم غدا سأكون في أول طريقي لمعرفه علتي ولألقي مصيري ولأكمل ما بقي من عمرى القصير بين احضان وطني الذى عشت فيه معك .

                                      ابنتك القويه العنيده
‏                                               رفيف

                           (2) يحيى

أستيقظ من أثار الثمالة انظر حولي لأجد نفسي علي سريرى بجانبي أحد الفتيات التي لا أعرفها ولا أذكر إسمها حتي بالطبع هي أجنبيه قد تكون روسيه أو برازيليه وما الفرق جميعهما سواء شقراء شعرها أصفر يصبغ بلون الشمس أو أحمر أخذ من اللهب لونه عينيها بخضرة حديقه واسعه او بزرقة أحد المحيطات لم أعد أفرق بين ملامحهن أمقتهم جميعا ‏نعم لتراودني تلك الذكرى التي لم تمح من ذاكرتي  زفرت في غضب يهز كياني كلما أتتني تلك الذكرى لأجد نفسي قد حولت كل ما كان بجانبي من زجاج علي الارض لتستيقظ تلك النائمه في فزع وكأن أحد قد ألقي قنيله نوويه بجوارها لتسأل في بلاهه عما يحدث وعما أصبني وما كان سبب تحطيم هذا الزجاج علي الارض لم أتكبد عناء النظر إليها وذهبت في طرقي الي الحمام لأترك العنان للمياه الساخنه تتخلل أوصالي لعلها تزيل معها جزء من أثار تلك الذكرى لأخرج بعدها ولم أجد أثر لتلك الفتاه فقد عرفت طريقها الي الباب أبحث عن هاتفي ربما هو ملقي في أحد الارجاء لأجده علي الوضع الصامت والساعه قد تجاوزت 10:15ص وعدد كبير من الاتصالات ومن ضمنها رساله تنص علي انه علي ان أذهب في الحال الي الشركه فهناك عمل طارق يتطلب وجودى بسرعه وفي أخر الرساله توقيع مع إيموشن وجه غاضب (داليا )
لأترك الهاتف فهي لا تتوقع مني ان أرد علي تلك الرساله لأرتدى ملابسي في عجله وأستقل سيارتي في طريقي الي الشركه وما أن وصلت لأجدها أمامى بوجه عابس
_ كم من الوقت علينا أن ننتظرك
_ وما فائده ذلك ألست أقف أمامك الآن
_أنت مثير للشفقه لن أتمكن في كل مره أن أخفي غيابك
_ وأنا لا أستطيع الا أعتمد عليكي يتبعها غمزه من عيني
_ ستصيبني بالجنون يوما ما
_ أعلم
تلك الفتاه الوحيده في كل هذا العالم من تمتلك جزءا خاصآ لها في قلبي اليابس بالطبع ليست حبيبتي فلا أملك حبيبه بل هي صديقتي المقربه تقوم بدور الأم والأخت علي أكمل وجه ترى جانبي السيئ وتذكرني دائما أن هناك جانب جيد لي ولكني لا أصدقها ولكنها مصره علي وجوده وأنني سوف أعرفه يوما ما